طبيعة اليهود منذ اللحظات الأولى لم تتغير، ولن تتغير، فمتى يفيق النائمون؟ هذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء، متى يفيق النائمون؟ متى يفيق النائمون ليعلم الكل علم اليقين أن أمريكا ليست شريكاً نزيهاً في عملية السلام؟ كلا! وألف كلا! فالكفر ملة واحدة الكفر ملة واحدة الكفر ملة واحدة.
ولا يمكن أبداً أن تنصر أمريكا قضية من قضايا الأمة، ولا يمكن أبداً لهيئة الأمم أن تنصر قضية من قضايا الأمة، ولا يمكن أبداً أن يتدخل حلف الناتو لينصر الأقلية المستضعفة من العزل المدنيين في فلسطين من أجل سواد عيون الأمة، ولا تخدعوا بتدخل حلف الناتو في كوسوفا؛ لأنهم ما تدخلوا إلا لمصالحهم الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية، وهذا أمر لا ينبغي أن يجهله الآن مسلم أو مسلمة على وجه الأرض.
فالكفر لا ينصر توحيداً، والكفر لا ينصر إسلاماً.
إنهم يشاهدون على شاشات التلفاز كل ليلة ما يحدث لإخواننا وأخواتنا في فلسطين.
لكن أين النظام العالمي؟! أما له أثر؟! ألم تنعق به الأبواق؟! أين السلام العالمي؟ لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق يا مجلس الخوف! الذي في ظله كسر الأمان وضيع الميثاق أوما يحركك الذي يجري لنا؟! أوما يثيرك جرحنا الدفاق؟! وحشية يقف الخيال أمامها متضائلاً وتمجها الأذواق هذا هو الغرب يا من خدعتم بالغرب! طيلة السنين الماضية، هذا هو الغرب أيها المرجفون! يا من تعزفون على وتر التقديس والتمجيد للغرب في كل المناسبات! قالوا لنا الغرب قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا لكنه خاوٍ من الإيمان لا يرعى ضعيفاً أو يسر حزينا الغرب مقبرة المبادئ لم يزل يرمي بسهم المغريات الدينا الغرب مقبرة العدالة كلما رفعت يد أبدى لها السكينا الغرب يكفر بالسلام وإنما بسلامه الموهوم يستهوينا الغرب يحمل خنجراً ورصاصة فعلامَ يحمل قومنا الزيتونا؟! كفر وإسلام فأني يلتقي هذا بذلك أيها اللاهونا؟! أنا لا ألوم الغرب في تخطيطه ولكن ألوم المسلم المفتونا وألوم أمتنا التي رحلت على درب الخضوع ترافق التنينا وألوم فينا نخوة لم تنتفض إلا لتضربنا على أيدينا يا مجلس الخوف شكراً لقد أبديت وجه حضارة غربية لبس القناع سنينا شكراً لقد نبهت غافل قومنا وجعلت شك الواهمين يقينا يا مجلس الأمن انتظر إسلامنا سيريك ميزان الهدى ويرينا إن كنت في شك فسل فرعون عن غرق وسل عن خسفه قارونا متى يفيق النائمون؟ شهداؤنا بين المقابر يهمسون: والله! إنا قادمون والله! إنا عائدون والله! إنا راجعون شهداؤنا خرجوا من الأكفان وانتظموا صفوفاً ثم راحوا يصرخون عار عليكم أيها المستسلمون! وطن يباع وأمة تنساق قطعاناً وأنتم نائمون شهداؤنا قاموا وزاروا المسجد الأقصى وطافوا في رحاب القدس واقتحموا السجون في كل شبر من ثرى الوطن المكبل ينبتون في كل ركن من ربوع الأمة الثكلى أراهم يخرجون شهداؤنا وسط المجازر يهتفون: الله أكبر! إنّا عائدون شهداؤنا يتقدمون أصواتهم تعلو على أسوار فلسطين الحزينة في الشوارع في المفارق يهدرون إني أراهم في الظلام يحاربون رغم انكسار الضوء في الوطن المكبل بالمهانة والمجون شهداؤنا وسط المجازر يهتفون: والله! إنا عائدون، والله! إنا عائدون، والله! إنا عائدون أجسامنا ستضيء يوماً في رحاب القدس، سوف تعود تقتحم الحصون شهداؤنا في كل شبر يصرخون: يا أيها المتنطعون! كيف ارتضيتم أن ينام الذئب في وسط القطيع وتأمنون؟! وطن بعرض الكون يعرض في المزاد، وطغمة الجرذان بالوطن الجريح يتاجرون أحياؤنا الموتى على الشاشات في صخب النهاية يسكرون من أجهض الوطن العريق وكبل الأحلام في كل العيون يا أيها المتشرذمون! والله! إنا قادمون شهداؤنا في كل شبر في البلاد يزمجرون جاءوا صفوفاً يسألون: يا أيها الأحياء! ماذا تفعلون؟ في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبون تتسربون على جناح الليل كالفئران سراً للذئاب تهرولون وأمام أمريكا تقام صلاتكم فتسبحون وتطوف أعينكم بها وفوق ربوعها الخضراء يبكي الساجدون صور على الشاشات جرذان تصافح بعضها والناس من ألم الفجيعة يضحكون تباع أوطان، وتسقط أمة، ورءوسكم تحت النعال وتركنون تسلم القدس العريقة للذئاب ويكثر المتآمرون شهداؤنا في كل شبر يصرخون والقدس تسبح في الدماء وفوقها الطاغوت يهدر في جنون القدس تسألكم: أليس لها حق عليكم؟! أين فر الرافضون؟ أين غاب البائعون؟ أين راح الهاربون، الصامتون الغافلون الكاذبون؟ صمتوا جميعاً والرصاص الآن يخترق العيون وإذا سألت سمعتهم يتصايحون هذا الزمان زمانهم في كل شيء في الورى يتحكمون لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم في كل شيء خاسرون لن يترك الطوفان شيئاً؛ كلكم في اليم يوماً غارقون تجرون خلف الموت، والنخاس يجري خلفكم، وغداً بأسواق النخاسة تعرضون لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون كهاننا يترنحون فوق الكراسي هائمون في نشوة السلطان والطغيان راحوا يسكرون وشعوبنا ارتاحت ونامت في غيابات السجون نام الجميع وكلهم يتثاءبون فمتى يفيق النائمون؟!! متى يفيق النائمون؟ متى يفيق النائمون؟ ومتى تعلم الأمة قول ربها:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة:١٢٠]؟ ومتى ستسمع الأمة لقول ربها:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}[آل عمران:١١٨]؟ ومتى ستتدبر الأمة قول ربها:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}[المائدة:٨٢]؟ ومتى ستسمع الأمة عن ربها:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ}[الممتحنة:١]؟