[زمن العزة والتمكين]
في زمن العزة تطاول يهودي وقح على امرأة مسلمة في سوق بني قينقاع، فعقد طرف ثوبها من أسفل إلى أعلى، فلما قامت المرأة المسلمة انكشفت سوأتها، فضحك اليهود، فاليهود متخصصون في كشف السوءات والعورات فصرخت المرأة الحيية، فانقض رجل مسلم غيور على هذا اليهودي الخبيث فقتله، فانقض اليهود المجرمون على المسلم فقتلوه، فجر النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً جراراً، فأخرج يهود بني قينقاع إلى أذرعات الشام، وأجلاهم عن المدينة المطهرة المنورة بعدما غنم المسلمون أموالهم.
في زمن العزة تلمح رجلاً اعتز بدينه، يقف بكل استعلاء -استعلاء العقيدة والإيمان- أمام قائد الجيوش الكسروية رستم.
فيقول له رستم: ما الذي جاء بكم إلى هنا؟ فقال له ربعي: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فلقد ابتعثنا الله لندعو الناس إلى دينه، فمن حال بيننا وبين دعوة الناس إلى دين الله قاتلناه حتى نفضي إلى موعود الله.
قال رستم: وما موعود الله؟ قال ربعي: الجنة لمن مات في سبيل الله، والنصر لمن بقي من إخواننا.
فقال رستم: لقد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤجلوا هذا الأمر لننظر فيه ولتنظروا فيه؟ فقال ربعي بكل عزة: لا.
ما سن لنا رسول الله عند لقاء العدو أن نؤخره أكثر من ثلاث ليال، فانظر في أمرك الآن وأمرهم، واختر لنفسك واحدة من ثلاث.
قال رستم: ما هي؟ قال ربعي: أما الأولى: الإسلام، ونقبل وندعك وأرضك.
قال: والثانية؟ قال ربعي: الجزية، ونقبل منك ونكف عنك، وإن احتجت إلينا لنصرتك نصرناك.
قال: والثالثة؟ قال: أما الثالثة فالحرب، ولسنا نبدؤك بقتال فيما بيننا وبين اليوم الرابع إلا أن تبدأنا، أنا كفيل بذلك عن أصحابي.
فقال رستم: أسيدهم أنت؟ أي: هل أنت قائد المعركة؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد يجبر أدناهم على أعلاهم.
بهؤلاء انتصر الإسلام، وبالرويبضات في عصرنا هزم الإسلام، وتطاول اليهود على نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الحملة الشعواء التي يشنها اليهود الآن على الأقصى، وعلى رسول الله، وعلى الأمة ليطفئ اليهود بها مراجل الغل والحقد التي تغلي في صدورهم منذ أول لحظة بعث فيها المصطفى.
أيها الآباء الفضلاء! أيتها الأخوات الفضليات! يجب أن يتعلم الآن كل مسلم هذه العقيدة، أعني: عقيدة الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وعقيدة البراء من الشرك والمشركين، لتعلم -أخي- هذه العقيدة أولادك، ولتخرج من بيتك رجلاً يعرف الولاء والبراء، ليوم قادم حتماً بموعود الله وموعود رسوله، أسأل الله أن يجعل هذا اليوم قريباً.