[بعض ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني]
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الأحبة: وهكذا أعز الله دينه، ونصر عبده، واستنقذ بيته الحرام وبلده الأمين من أيدي الكفار والمشركين.
وفي اليوم التالي وقف صلى الله عليه وسلم خطيباً في قريش، فحمد الله وأثنى عليه ومجده بما هو أهله، ثم قال:(يا معشر الناس! إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرمة الله لها إلى يوم القيامة، ولا يحل لامرئ أن يسفك فيها دماً، فإن ترخص أحد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما حلت لي ساعة من نهار، وإن حرمتها تعود اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب) والحديث رواه البخاري ومسلم.
ودعا النبي بعد ذلك على الصفا فوقف بعض الأنصار الأطهار الأبرار الأخيار وحزنوا، ودب الرعب والخوف في قلوبهم في يوم الفرح، لماذا؟ لقد خاف الأنصار أن يبقى النبي في مكة ولا يرجع معهم مرة أخرى إلى المدينة، ولما أنهى النبي الدعاء ورآهم يتهامسون، نزل وقال: ماذا تقولون؟ قالوا: لا شيء يا رسول الله! قال: ماذا تقولون؟ قالوا: لا شيء يا رسول الله! فما زال النبي بهم حتى أخبروه.
فقال النبي عليه الصلاة والسلام:(معاذ الله! بل المحيا محياكم، والممات مماتكم أيها الأنصار) والحديث رواه مسلم وغيره.