ثالثاً: بعد ما بينت معتقدهم في الإمامة، وبعد ما بينت معتقدهم في عصمة الإمام بإيجاز، أبين معتقدهم في التقية: التقية: معتقد من معتقدات الروافض أو الشيعة، فما هي التقية من خلال تعريفهم هم، لا من خلال تعريف أهل السنة؟ التقية عند الروافض أو الشيعة هي: كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يترتب عليه الضرر في الدين أو الدنيا.
وهذا الكلام موجود في كتاب (البحار) للمجلسي؛ وهو عالمهم الكبير، (ج٢٥/ ٣٥١).
يعني: إن قال كلمة تبين له أنه قد ينتج عنها ضرر له في دينه أو في دنياه فمن معتقدهم أن يخفي ما يعتقده، وأن يظهر شيئاً آخر، وهذا ما يسمى عندهم بالتقية.
قال أحد علمائهم المعاصرين وهو محمد جواد مغنية في كتابه:(الشيعة في الميزان)(ص:٤٨) يعرف التقية بقوله: التقية أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد؛ لتدفع الضرر عن نفسك أو مالك أو لتحتفظ بكرامتك.
والتقية في الإسلام معلوم أنها رخصة، وليست عقيدة، كما قال عز وجل:{إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}[النحل:١٠٦]، فللعبد أن يتقي وأن يظهر بلسانه ما ليس في قلبه؛ لأن هذه رخصة، فإن تعرض للإيذاء أو للضرر البالغ أو للهلاك فلا حرج عليه حينئذ -ما دام قلبه مطمئناً بالإيمان- أن يظهر خلاف ما يعتقد، كما فعل عمار بن ياسر رضوان الله عليه وعلى أبيه.
فالتقية أساس وعقيدة من عقائد الروافض والشيعة، ومن ركائز معتقدهم، بل ربما غالى الروافض في أمر التقية، حتى قالوا: إن تسعة أعشار الدين في التقية، بل وقالوا: لا دين لمن لا تقية له.
وهذا موجود في كتاب (الكافي) المجلد الثاني (ص:٢٧٢).
ومن العجيب أنهم يجعلون تارك التقية ومن لم يأخذ بها خارجاً من الدين بالكلية، كما روى الكليني عن أبي جعفر، والعجيب أن أبا جعفر مولود سنة ٥٧ هـ، يعني: مولود في عصر عز الإسلام الذي لا يحتاج فيه المسلمون إلى تقية، فهم ينسبون إليه ذلك وهو بريء، كما ذكرت قبل ذلك مراراً، يقول: التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له!