المرأة -أيها الأحباب- بينها وبين الرجل ميلٌ فطري، ميلٌ عميقٌ في التكوين الحيوي والنفسي؛ لأن الله جل وعلا قد أناط بهذا المني امتداد الحياة على ظهر هذه الأرض، لذا فإن عملية الجذب بين الرجل والمرأة عملية مستمرة لا تنتهي ولا تنقطع أبداً، وكذب من ادعى بأن مسألة الاختلاط بين الجنسين تزيل هذا الوباء والبلاء.
إن مسألة الميل الفطري بين الرجل والمرأة مسألة عميقة في تكوين النفس البشرية، جعلها الله كذلك ليضمن بها امتداد الحياة البشرية على ظهر هذه الأرض، والمرأة بطبيعتها جبلت بالجبلة وفطرت بالطبيعة على الأنوثة وحب الجمال وحب الزينة، والإسلام لم يعاكسها في هذه الفطرة التي فطرت عليها، ولم يتنكر الإسلام لهذا الخُلق الذي جبلت المرأة عليه أبداً، ولكن الإسلام لما طلب من المرأة أن تتزين حدد الإسلام لمن تكون هذه الزينة، ولمّا حرم الإسلام الزينة على المرأة حدد الإسلام من تحرم عليه هذه الزينة، فوضع الإسلام شروطاً وقيوداً وحدوداً.
فإذا تفلتت المرأة من هذه القيود والشروط وتعدت هذه الحدود؛ أصبحت ناراً محرقة متأججة لا تبقي ولا تذر، وخرجت سافرة متبرجة متعطرة لترسل سهام الفتنة والشهوة في قلوب الشباب والرجال! وحينئذٍ يصبح المجتمع جحيماً لا يطاق، وتحل فيه الفوضى، فلا راحة ولا هدوء ولا استقرار ولا أمان ولا فضيلة ولا خلق بل خطر كبير وشر مستطير، هذا إن تفلتت المرأة من حدود الله جل وعلا وتجاوزت القيود التي وضعها لها الإسلام، وخرجت متبرجة متعطرة متزينة تعاند الله جل وعلا، وهي تقول بلسان الحال: يا رب، غيِّر شرعك وبدل دينك؛ فإن الحجاب لم يعد يساير مدنية القرن العشرين، وخرجت كالعروس المزخرفة إلى الشوارع والطرقات، وقد أخذت زخرفها وتزينت وهي تقول بلسان الحال:
ألا تنظرون إلى هذا الجمال هل من راغب في القرب والوصال
هذا هو لسان حال المتبرجة التي تفلتت من حدود الله جل وعلا، وعاندت شرع ربها المعبود عز وجل.