للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هرمجدون]

(هرمجدون) كلمة عبرية مكونة من مقطعين؛ المقطع الأول: كلمة (هر)، والمقطع الثاني: (مجدون).

وكلمة (هر) بالعبرية معناها: جبل.

و (مجدون): وادٍ معروف في أرض فلسطين، هذه المنطقة هي ساحة المعركة القادمة التي سيكون فيها المسلمون حلفاء للروم.

العجيب أن الحديث عن هذه المعركة بدأ الآن يظهر بصورة ملفتة للنظر، وهي -كما ذكرت- معركة نووية.

أقول: بأنه قد ظهر الآن في أمريكا حديث عن المواجهة النووية الوشيكة، تعلمون أن كل السلاح الحديث مبرمج بالكمبيوتر، لا يتحرك الصاروخ إلا بالكمبيوتر، ولا الدبابة ولا الطائرة، حتى شبكات الاتصال -الانترنت- العالمية لا تتحرك إلا بالكمبيوتر، بل حتى جهاز الفيزر أو الفليب، ومن أشهر قريبة ماضية سمعت عن تعطل الكمبيوتر -ولعل منكم من قرأ هذا الخبر عن تعطل الكمبيوتر- في الشركة المسئولة عن جهاز الفيزر أو الجهاز الفليب في أمريكا، فتعطلت كل أجهزة الفيزر في أمريكا بالكامل بتعطل جهاز الكمبيوتر.

سبحان الله! شريط دقيق جداً إذا تعطل أو حدث فيه عطل يحدث خلل في كل الأجهزة، بعض العقول تنكر أو تستنكر أن الملاحم الأخيرة التي سيقود المسلمين فيها المسيح عليه السلام ستكون بالسيوف والرماح، كل الروايات المذكورة عن النبي الصادق تذكر ذلك، كيف ذلك ونحن نرى الحروب الآن تدار بالكمبيوتر ويخرج الصارخ ويصيب هدفه دون أن يتحرك معه متحرك؟! لا تتعجب إذا علمت أن الكمبيوتر هذا إن تعطل تعطلت معه كل هذه الماكينة الحديثة، وهذا لا ينكره العقل، إن الحرب الأخيرة ستكون كما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.

وأذكر أنني سئلت في أمريكا عن هذا السؤال، وأنتم تعلمون أن المسلم الذي تربى في أمريكا هو مسلم أمريكاني، يعني: يريد أن يقتنع بكل شيء، ويريد أن يأخذ الدليل العقلي قبل الدليل النقلي ولو كان صحيحاً.

سئلت: كيف ستكون الحرب الأخيرة هكذا ونحن نرى الماكينة الحديثة وو إلى آخره؟ قلت: يا أخي! أنا لا أعلم كيف سيكون، لكنني أعتقد اعتقاداً جازماً بصدق النبي الصادق الذي لا ينطق عن الهوى أن هذا سيكون؛ لكن كيف؟ لا أدري.

ثم جاء أحد الإخوة ليصطحبني إلى صلاة الفجر من المكان الذي أبيت فيه، وهو قريب من المركز الإسلامي، ولكنك لا تستطيع أن تخرج وتخطو خطوات من شدة البرد، وإذ بالأخ الذي جاء ليصطحبني إلى المركز الإسلامي يركب سيارة مرسيدس موديل ثمانية وتسعين، حديثة جداً، قمة الفخامة، وما أن ركبنا وبدأ يتحرك إلا ونزل ضباب حجب الرؤية تماماً حتى في داخل السيارة، والله العظيم يا إخوة، لا أقول: حجب الرؤية أمام السيارة في هذا الطريق الزراعي عندنا، لا، ضباب حجب الرؤية داخل السيارة، فما كنت أراه ولا يراني، مع أنه يضيء مصباح السيارة، نزل الضباب وخيم على الزجاج وعلى السيارة حتى لا ترى شيئاً على الإطلاق، فتوقفت كل السيارات في الشارع، قلت: سبحان الله ما هذا؟! يا فلان! ألا تذكر الذي كان يسألني منذ يومين؟ قال: نعم.

قلت: سبحان الله! ها هي السيارة موجودة، أحدث موديل، مليئة بالبنزين، يركبها القائد، وأنزل الله جندياً من عنده فعطلها في مكانها، أمر عجب! قد تكون هذه المكائن موجودة أمامك لكن تعطل؛ ليتحقق كلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، كيف تتعطل؟ كيفية غير معلومة، حتى العقل لا ينكر ذلك إطلاقاً، السيارة موجودة أحدث موديل، والقائد في السيارة يجيد القيادة، مليئة بالبنزين، لا يوجد سبب من الأسباب التي توقف السيارة إطلاقاً، ولكنه جندي في غير حساب البشر، قال الله عز وجل: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر:٣١] جندي في دقائق.

وسأذكركم بالخبر الذي قرأته على حضراتكم في هذا المجلس، حينما أخبرتكم بأن نجماً من النجوم قد أمطر الأرض بوابل من أشعة جاما، هذه الأشعة التي عطلت المركبات الفضائية الأمريكية تماماً؛ لأن الأمور كلها كما تعلمون كمبيوتر، أشعة معينة لخبطت البرنامج وانتهى الكمبيوتر، وقد أرعب هذا العالم أمريكا حينما قال: إن الكمبيوتر مبرمج إلى ما قبل عام (٢٠٠٠م)، هم الآن في حيص بيص، قضية خطيرة جداً، طبعاً إعلامنا مشغول بالكرة واللاعبين واللاعبات، وخيبة الأهلي البني، فإعلامنا مشغول عن مثل هذه القضايا الكبيرة والخطيرة، لكن لا يزال يحلل كيف هزم الأهلي؟ وكيف كذا؟ لكن هذه القضايا الكبيرة إعلامنا في شغل شاغل عنها، هذه قضية خطيرة وكبيرة جداً، وتشغل الآن عقول العلماء هنالك.

والأعجب من ذلك أن السلاح النووي الأمريكي والروسي موجه لبعضه البعض، هي مصيبة نسأل الله أن يخرجنا من بين الظالمين سالمين غانمين، فتنة رهيبة جداً.

الإنسان لما يفكر كيف تتم الأحداث ربما يطيش العقل والله العظيم، وأنا أعد للمحاضرة والله تعب رأسي، وعندما أطلق لعقلي العنان في التفكير أشعر بألم فأتوقف، سبحان الله، سبحان من يدبر الكون! وسبحان من يسخر الكون! {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران:١٥٤].

هذه أمور علمية يا إخوة، نحن الآن لا نتكلم بأسلوب دروشة، ولا نقول رجماً بالغيب إطلاقاً، هذا كلام علمي مذكور، وستعجبون إذا علمتم أن العلماء بل والرؤساء على أعلى مستوى في العالم يعتقدون اعتقاداً جازماً في هذه الحرب المقبلة وينتظرونها، اسمع إلى ما يقول رونالد ريجن رئيس أمريكا الأسبق، الإراهابي الكبير، الذي خرج يوماً يزف إلينا نبأ ذبح ليبيا، هل تذكرون؟ الأمة تنسى! يقول: رونالد ريجن -وتدبر هذا الكلام الخطير! -: إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون.

رئيس أمريكا يتكلم عن معركة هرمجدون التي ستكون بمثابة الإرهاص الحقيقي للملحمة التي هي المعركة الثانية التي ذكرتها الآن كما في حديث النبي عليه الصلاة والسلام، وسأفصلها في المحاضرة المقبلة إن شاء الله تعالى، يقول: إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون.

مسألة تحديد الزمن -كما ذكرت- لا يستطيع مخلوق على وجه الأرض أن يجزم به.

ثم يقول رونالد ريجن نفسه: كل شيء سوف ينتهي في بضع سنوات، ستقوم المعركة العالمية الكبرى معركة هرمجدون أو سهل مجيدو، هذا رئيس أمريكا يتكلم عن معركة مقبلة.

ويقول: جيمس واجر المناظر النجس الذي فضح أخلاقياً، نسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة: كنت أتمنى أن أستطيع القول بأننا سنحصل على السلام، ولكني أؤمن بأن هرمجدون مقبلة، إن هرمجدون قادمة، وسيخاض غمارها في وادي مجيدو، إنها قادمة، إنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون، إن ذلك لم يحقق شيئاً، ثم قال: هناك أيام سوداء قادمة.

عليهم إن شاء الله.

الكلام في غاية الخطورة يا إخوان! وهذا جيري كليب، وهو من الأصوليين المتعصبين الصليبيين، وكان من المقربين جداً لـ جرج بوش ويقال: إنه هو الذي تنبأ لـ جورج بوش بأنه سيكون أعظم رئيس في عام ١٩٨٨م، وكان جورج بوش يقرب هذا الرجل تماماً، يقول: إن هرمجدون حقيقة مركبة، ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية أيام الدنيا، تقول الكاتبة الأمريكية جليس هالسن: إننا نؤمن كمسيحيين -اللفظ الصحيح الذي نؤكده كنصارى، لكن أنقل كلامها- أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى هرمجدون، وأن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته جميع الأحياء والأموات على حد سواء، وتقول أيضاً: هرمجدون نووية لا مفر منها بموجب خطة إلهية.

ويقول لينبسي صاحب كتاب (نهاية أعظم كرة أرضية) -حتى الكتاب اسمه مخيف! -: لا داعي للتفكير -هذا متشائم جداً- في ديون أمريكا الخارجية، ولا في ارتفاع الضرائب، ولا في مستقبل الأجيال القادمة، فالمسألة بضع سنوات وسيتغير كل شيء في العالم جذرياً.

هذا متشائم إلى أقصى حد، يعني: يريد أن يقول: الكل يتوقف.

لكن فهمنا كمسلمين يقول النبي الكريم -كما في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده بسند صححه شيخنا الألباني -: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها فليغرسها)، فالمسلم يعمل إلى آخر لحظة، ولا تقل: متى سأغرس؟ ومتى ستنمو؟ ومتى ستثمر؟ ومن سيأكل وقد قامت القيامة؟ هذا ليس من شأننا كمسلمين، إنما نحن نأخذ بالأسباب، ونعمل ونترك النتائج لمسبب الأسباب تبارك وتعالى.

إذاً: معركة هرمجدون هي بداية للفتن والملاحم الكثيرة التي ستقع، وسيقود جيوش المسلمين فيها المهدي الذي هو من نسل فاطمة بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم، هذه الملحمة الأخيرة الملحمة التي ستقع بين المسلمين وبين الروم حينما يغدرون، وهي ستكون -إن شاء الله تعالى- موضوع محاضرتنا المقبلة بإذن الله عز وجل بعد مقدمة عن أخبار المهدي ربما تأخذ محاضرة عن المهدي، وعن صفاته، وعن علاماته، وعن الكلام الصحيح الثابت في المهدي الذي سيقود الملحمة، وأنا أتصور أن الأمة الآن، وأن الأرض الآن تهيأ لاستقبال المهدي عليه السلام.

أسأل الله عز وجل أن يعجل بالخلافة الراشدة، وأن يتقبل منا ومنكم جميعاً صالح الأعمال، وأن يقر أعيننا وإياكم بنصرة الإسلام وعز الموحدين، وأكتفي بهذا القدر.

وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.