أما البشارة الرابعة: فهي من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فالآيات التي تتحدث وتبشر بنصرة دين الله كثيرة جداً ولله الحمد والمنة.
أحبتي في الله! أعيروني القلوب والأسماع، واستمعوا إلى هذا الحديث المبارك الذي يدخل الأمل والسرور والطمأنينة إلى قلب كل موحد بالله جل وعلا، الحديث رواه أحمد ورواه الإمام الطبراني وقال الطبراني: رجاله رجال الصحيح، وصححه الحاكم وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وصححه الألباني على شرط مسلم، من حديث تميم الداري رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليبلغن هذا الأمر -أي الدين أو الإسلام- ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر) أسمعتم بشارة أعظم وأغلى من هذه البشارة؟! (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر -حتى بيوت الشعر والصوف- إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر).
ويؤيد هذا الحديث حديث خباب بن الأرت الذي رواه البخاري، أن خباباً رضي الله عنه قال:(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد اشتد علينا إيذاء أهل قريش، أو إيذاء أهل مكة، فذهبت إليه وقلت: يا رسول الله! ألا تدعو الله لنا؟ ألا تستنصر الله لنا؟ فقعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو محمرٌ وجهه وقال: لقد كان من قبلكم يمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه ولحمه فلا يصرفه ذلك عن دين الله، ويؤتى الرجل فيوضع المنشار في مفرق رأسه فيشق نصفين ما يصرفه ذلك عن دين الله، والله -أو والذي نفسي بيده! - ليتمن الله هذا الأمر -أي هذا الدين- حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون) وعد الله قائم أيها المسلمون.
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وقال صاحب مجمع الزوائد: رجاله ثقات، وصححه الإمام العراقي صاحب تخريج الإحياء من حديث حذيفة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً أو عضوضاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) وعد الله قائم (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) إن شاء الله جل وعلا.
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يقاتل المسلمون اليهود) لا بد وحتماً من ذلك، وعد الله قائم، لا اتفاقيات، ولا معاهدات، ولا بنود، وعد الله قائم، ولن يخلف الله وعده، ولن يخلف الله عهده:(يقاتل المسلمون اليهود فينتصرون عليهم، حتى يقول الحجر والشجر) ينطق الله الحجر والشجر، يا لها من معجزة، ويا لها من كرامة! حتى ينطق الحجر والشجر ويقول الحجر والشجر:(يا مسلم يا عبد الله! تعال إن ورائي يهودي تعال فاقتله) ينطق الحجر وينطق الشجر إلا نوعاً واحداً من الأشجار، ألا وهو شجر الغرقد، وتعجبون أن اليهود الآن يقومون بحملة رهيبة واسعة لزراعة معظم الأراضي من شجر الغرقد؛ لأنهم على يقين بقول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أعلنها صريحة والله وأقول: بأنه لا يمكن للمسلمين على الإطلاق أن ينتصروا في يوم من الأيام على اليهود بسلاح أو بعتاد؛ لأن اليهود أهل عقيدة، ولن يغلبوا إلا بالعقيدة، بعقيدة التوحيد، وعقيدة الإسلام، ينطق الله الحجر والشجر حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! خلفي يهودي تعال فاقتله، إلا شجر الغرقد، والآن حملة رهيبة لزراعة هذا الشجر؛ لأنهم يثقون بقول محمد صلى الله عليه وسلم، ربما لا أكون مبالغاً إذا قلت: بأنهم يثقون بمحمد أكثر من ثقة بعض المسلمين بقول رسول الله.
يا لها من بشائر، والأحاديث في هذا الباب أيضاً كثيرة -أيها الأحباب- فهذه بشائر أخرى.