للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أصناف أخرى في ظل الله غير الأصناف السبعة]

وأرجو أن نعلم يقيناً أن هؤلاء إن أظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فهناك غيرهم، وليس هؤلاء فقط.

ولقد جمع الحافظ ابن حجر الذين يظلهم الله في ظله من هؤلاء السبعة وغيرهم، في كتاب قيم سماه: (معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال) بين أن الله سبحانه يظل غير هؤلاء السبعة في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من أنظر -أمهل- معسراً أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله).

فهذا مثال لمن يظلهم الله في ظله غير هؤلاء السبعة.

أيها الحبيب الكريم! احرص على طاعة الله، وعلى هذه الخصال الخيرة؛ ليظلك الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

يقوم بقية الخلق في هذا الموقف قياماً طويلاً، ويشتد الكرب عليهم حتى يتمنى بعضهم أن يحشر إلى النار! ولا يقف في مثل هذا الموقف المهيب الرهيب! فهو يظن أن النار لن تكون أشد عذاباً مما هو فيه من هم وكرب! وهنا يبحث الخلق عمن يشفع لهم إلى الله جل وعلا؛ ليقضي الله تبارك وتعالى بين الخلائق، وينهي هذا الموقف المهيب الرهيب، وهنا يقول كل نبي من الأنبياء: نفسي نفسي.

ويتقدم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود وصاحب الحوض المورود، وصاحب اللواء المعقود، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين، يتقدم الحبيب محمد شافعاً للخلائق في أرض المحشر؛ ليقضي الله جل وعلا بينهم.

ونتوقف عند هذا المشهد الكريم، عند مشهد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف جميعاً.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا ولكم بالتوحيد والإيمان، وأن يجعلنا وإياكم من أهل شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام.

اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً.

اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم نجنا من أهوال يوم القيامة، اللهم نجنا من أهوال يوم القيامة، اللهم نجنا من أهوال يوم القيامة، اللهم اجعله يوماً يسيراً علينا برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم متعنا بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك يا رب العالمين! اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.