فهذه هي حقيقة التوكل ومن ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوكل فقال:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}[الفرقان:٥٨]، وقال تعالى:{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ}[النمل:٧٩]، وقال تعالى:{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}[الأحزاب:٣]، وقال تعالى:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران:١٥٩].
وأثنى على أنبيائه ورسله الذين حققوا التوكل فقالوا:{وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا}[إبراهيم:١٢]، وأثنى على أوليائه الذين قالوا:{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[الممتحنة:٤]، وأثنى على أصحاب النبي {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}[آل عمران:١٧٣ - ١٧٤].
وأمر المؤمنين بتحقيق التوكل فقال سبحانه:{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[آل عمران:١٢٢]، وجعل التوكل ثمرة حتمية للإيمان به سبحانه فقال جل وعلا:{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}[المائدة:٢٣].
هذا هو التوكل وهذه حقيقته، هذا هو التوكل الذي جعله المصطفى ثمرة كريمة من ثمار الإيمان، وجعله المصطفى سبباً رئيسياً من أسباب الرزق.