أيها الأحبة: ولو توقفنا مع كل هذه المحن والفتن -والله- لاحتجنا إلى شهرين كاملين، نحتاج رمضانين بدون أي مبالغة، لذا فسوف أختار أشد وأقسى أنواع هذه الفتن التي تعرض لها يوسف عليه السلام لنعيش معها في هذه الليلة المباركة، وأظنكم جميعاً تشاركونني الآن أن أشد أنواع هذه المحن والفتن والابتلاءات التي تعرض لها يوسف فتنة كيد النساء، وعلى رأسهنّ فتنة امرأة العزيز، فتعالوا معي لنعيش هذه الدقائق المعدودات مع هذه الفتنة الحالكة التي يتعرض لها الشباب قديماً وحديثاً، وهي من أشد الفتن بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما تركت فتنةً أشد على أمتي من النساء، وإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) فأعيروني القلوب والأسماع، وكذلك أدعو الله أن يكنّ أخواتنا كذلك، ونسأل الله بهذه اللحظات وبهذه الكلمات أن يأجرنا إنه ولي ذلك ومولاه.
قبل أن نبدأ الحديث عن فتنة يوسف، تعالوا بنا لأسوق لحضراتكم الأدلة الناصعة على براءة يوسف عليه السلام.