للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة لاشك فيها وعظة عليك أن تصغي إليها]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله، صلاةً وسلاماً يليقان بمقامك يا أمير الأنبياء! ويا سيد المرسلين! {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم:٣٩] فهذا الذي سمعتموه قليلٌ من كثير عن يوم الحسرة: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [مريم:٣٩] أصبح أهل الجنة في الجنة، وأصبح أهل النار في النار، {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [مريم:٣٩] وبعدها قال الله الحقيقة التي لا تقبل هراءً ولا جدالاً ولا مناقشة: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم:٤٠] إنا: عظمة؛ لأن صاحب العظمة والكبرياء هو الله: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم:٤٠] فذكر نفسك وقل لها:

يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليلُ

فتأهبي يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويلُ

فلتنزلن بمنزلٍ ينسى الخليل به الخليلُ

وليركبن عليك فيه من الثرى ثقلٌ ثقيلُ

قرن الفناء بنا فما يبقى العزيز ولا الذليلُ

كل شيءٌ هالكٌ إلا وجهه {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} [الرحمن:٢٦ - ٢٧] {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [العنكبوت:٥٧] {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم:٣٩ - ٤٠].