للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زلازل الدنيا عظة وعبرة]

سبحان الله العظيم، يأبى الله جل وعلا إلا أن يظهر الحق ويزهق الباطل، ما أحداث زلزال أرمينيا منكم ببعيد، ما الذي حدث وما الذي جرى في ثوانٍ قليلة معدودة، في لحظاتٍ قليلة بدل الله الأرض غير الأرض، دمر الله الحضارات، ودمر الله المدنيات، ودمر الله الكفرة والمشركين، في ثوانٍ ثلاث دمر الله مدينة بأسرها، وحطم الله حضارةً بعينها، بنوها في مئات السنين، بل في آلاف السنين، وفي ثوانٍ قليلة أمر الله الذي لا راد لأمره ولا معقب لحكمه فدمر هذه المدنيات، ودمر هذه الحضارات بزلزالٍ قليل، بزلزالٍ بسيط لم يتجاوز الثواني الثلاث دمر الله المدنيات، وحطم الله الحضارات، فأين كانت أجهزة الإنذار المبكر عند الشيوعيين؟ أين كانت قوتهم؟ أين كان جبروتهم؟ أين كان طغيانهم الذي صبوه على رءوس إخواننا من الموحدين في أفغانستان؟ أين كانت هذه القوة وأين كان هذا الجبروت؟ وأين كان هذا الظلم؟ أين كانت الأجهزة؟ إن الله الذي أمر لا راد لأمره: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل:٤٠] دمر الله المدنية، ودمر الله الحضارة بهذا الزلزال البسيط الضعيف.

وأعجبتني عبارة عجباً كثيراً لصاحب ظلال القرآن الشيخ سيد قطب عليه رحمة الله وقدس الله روحه بقدر ما أعطى للقرآن من معانيه، قال صاحب ظلال القرآن: وإن هذه الزلازل وتلك البراكين التي تدمر المدنيات، وتحطم الحضارات، إنها إلى جوار زلزلة يوم القيامة كتسليات أطفال، هذا الزلزال الذي دمر وحطم وأباد الناس إنما هي تسليات أطفال إلى جوار هول وزلزلة يوم القيامة، فتعالوا بنا أيها الأحباب لنرى ماذا قال الله عن يوم الحسرة.