متى يفيق النائمون؟! فشهداؤنا بين المقابر يهمسون والله إنا قادمون والله إنا عائدون والله إنا راجعون شهداؤنا خرجوا من الأكفان وانتصبوا صفوفاً ثم راحوا يصرخون عار عليكم أيها المستسلمون وطن يباع! وأمة تنساق قطعاناً وأنتم نائمون! شهداؤنا قاموا وزاروا المسجد الأقصى وطافوا في رحاب القدس واقتحموا السجون في كل شبر من ثرى الوطن المكبل ينبتون!! في كل ركن من ربوع الأمة الثكلى أراهم يخرجون شهداؤنا وسط المجازر يهتفون الله أكبر إنا عائدون شهداؤنا يتقدمون أصواتهم تعلو على أسوار فلسطين الحزينة في الشوارع في المفارق يهدرون إني أراهم في الظلام يحاربون!! إني أراهم في الظلام يحاربون!! رغم انكسار الضوء في الوطن المكبل بالمهانة والمجون شهداؤنا وسط المجازر يهتفون والله إنا عائدون والله إنا عائدون والله إنا عائدون! أكفاننا ستضيء يوماً في رحاب القدس سوف تعود تقتحم الحصون شهداؤنا في كل شبر يصرخون يا أيها المتنطعون كيف ارتضيتم أن ينام الذئب في وسط القطيع وتأمنون؟! وطنٌ بعرض الكون يعرض في المزاد وطغمة الجرذان في الوطن الجريح يتاجرون أحياؤنا الموتى على الشاشات في صخب النهاية يسكرون من أجهض الوطن العريق وكبل الأحلام في كل العيون يا أيها المتشرذمون والله إنا قادمون شهداؤنا في كل شبر في البلاد يزمجرون جاءوا صفوفاً يسألون يا أيها الأحياء ماذا تفعلون في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبون تتسربون على جناح الليل كالفئران سراً للذئاب تهرولون وأمام أمريكا تقام صلاتكم فتسبحون وتطوف أعينكم بها وفوق ربوعها الخضراء يبكي الساجدون صور على الشاشات جرذان يصافح بعضها والناس من ألم الفجيعة يضحكون تباع أوطان وتسقط أمة ورءوسكم تحت النعال وتركنون تسلم القدس العريقة للذئاب ويسكر المتآمرون القدس تسألكم أليس لها حق عليكم أين فر الرافضون أين غاب البائعون أين راح الهاربون الصامتون الغافلون الكاذبون صمتوا جميعاً والرصاص الآن يخترق العيون وإذا سألت سمعتهم يتصايحون هذا الزمان زمانهم في كل شيء في الورى يتحكمون لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم في كل شيء خاسرون لن يترك الطوفان شيئاً كلكم في اليم يوماً غارقون تجرون خلف الموت والنخاس يجري خلفكم وغداً بأسواق النخاسة تعرضون لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون! لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون! لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون! كُهاننا يترنحون فوق الكراسي هائمون في نشوة السلطان والطغيان راحوا يسكرون وشعوبنا ارتاحت ونامت في غيابات السجون نام الجميع وكلهم يتثاءبون فمتى يفيق النائمون متى يفيق النائمون متى يفيق النائمون متى سترجع الأمة إلى ربها سبحانه وتعالى وإلى نبيها صلى الله عليه وسلم؛ لتحقق المنهج منهج الله في الأرض؛ لتكون أهلاً لنصرة الله؟! فالأمة تملك مقومات النصر، نعم.