وأنصح كل أخت مسلمة أن ترجع إلى سورة الواقعة، من قوله تعالى:{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ}[الواقعة:٢٧ - ٣٣]، هذا كله لمن؟ لأصحاب اليمين من الرجال والنساء:{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}[الواقعة:٣٤]، الفرش المرفوعة يعني: أسرة مرفوعة، طيب! أصحاب اليمين من الرجال والنساء ماذا يعملون؟ {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}[الواقعة:٢٨ - ٣٤]، هذه الفرش تحتاج إلى زوج وزوجة، وإلا فما فائدتها؟! وهنا سؤال ورد من النساء أيضاً، له تعلق بالسؤال السابق وهو: هل هؤلاء الحور العين أجمل منا؟ وأحسن منا؟ وأكثر منا؟ فنقول: أنتن أحسن من الحور العين، وأنا لا أقول كلاماً من عندي، فنحن لا نرضي الأنفس بديننا أبداً، إنما نذكر ما جاء في الكتاب والسنة، فنقول للمرأة الصالحة: أنتِ أحسن من الحور العين، وأنت رئيسة وسيدة على الحور العين.
ولعل امرأة تقول: أنت قلت في الخطبة: إن الحور العين قاصرات الطرف على أزواجهن، فهل يعني هذا أن طرفنا مرفوع؟! أقول لها: لا، القرآن قال بالتساوي، وعدد مواطن قصر الطرف في القرآن أربعة، مواطنان للحور العين، ومواطنان لنساء الدنيا.
{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ}[الصافات:٤٨]، في الحور العين، وفي نساء الدنيا يقول:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}[ص:٥٢]، وآية ثانية في الحور العين:{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}[الرحمن:٧٢]، وفي نساء الدنيا يقول:{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}[الرحمن:٥٦]، ومن الذي ما طمثهن إنس: الحور العين أم نساء الدنيا؟ نساء الدنيا، أي: أن الله ينشئهن خلقاً آخر، لم يطمثهن في الجنة إنس ولا جان، متجهزات لأزواجهن، فيكنَّ آيات قاصرات الطرف أربع: آيتان لنساء الدنيا، وآيتان للحور العين، أتريدين أن تساوي أكثر من هذا في قصر الطرف؟