للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تبرج المرأة من أعظم أسباب السقوط في المجتمع الإسلامي]

أيها الأحبة: لقد علِم أعداء ديننا أن المرأة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، وعلِموا أنها من أخطر وسائل الهدم والتدمير في المجتمع الإسلامي فراحوا يخططون ويدبرون لمسخ هذه الأمة، ولقلب هوية هذه الأمة، ولتدمير أخلاق هذه الأمة التي بها وصلت إلى ما وصلت إليه فأذل كسرى وأهين قيصر يوم أن فشلوا في احتلال أرضنا احتلالاً عسكرياً بالجيوش، وقالها لويس التاسع يوم أن أسر في دار ابن لقمان بـ المنصورة بـ القاهرة قالها صريحة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، قال: إنه لم يعد من الممكن السيطرة على بلاد المسلمين بالجيوش العسكرية، فلا بد -الآن- من البحث عن سبيل جديد لغزو المسلمين، وكان الغزو الفكري أخطر بكثير من الغزو العسكري.

وبالتالي -أيها الأحباب- لم يسحب أعداء الدين جيوشهم من أرضنا وبلادنا إلا بعد أن اطمأنوا أنهم خلّفوا وراءهم في بلادنا جيشاً أميناً على كل أهدافهم، وأطلقوا على هذا الجيش الأمين الذي أخذ عنوة ليحج إلى قبلته وكعبته في الشرق الملحد تارة، وفي الغرب الملحد تارة أخرى، وعاد هؤلاء الذين أطلق عليهم أعداء ديننا أضخم الألقاب والأوصاف كالمحررين والمفكرين والمطورين، عاد هؤلاء بعد أن شربوا من هذا المستنقع الآسن العفن، عادوا لينفثوا سموم فكرهم النتن في عقول المسلمين والمسلمات، وأخذوا يطلقون هذه السهام المسمومة والرماح القاتلة تحت هذه الألقاب والشعارات البراقة التي خدعت كثيراً من المسلمين والمسلمات، ألا وهي: حرية المرأة، مساواة المرأة بالرجل، تحرير المرأة.

وهل كانت المسلمة أمة يا دعاة السفور، والفسق والانحلال؟! هل كانت المسلمة أمة حتى تحرروها؟! لا والله: إن الإسلام هو أول من أنصف المرأة -يا عباد الله- بعد أن كانت قبل الإسلام من سقط المتاع؛ تشترى في الأسواق وتباع، بل ويتاجر بها في أسواق الدعارة والعهر والفجور، فقد كان الوالد يقدم ابنته ويقدم زوجته في بيت من البيوت ويرفع عليه الراية الحمراء ليقتضي وليتقاضى الدراهم العفنة من وراء هذا العمل وهذه المعصية، والدعارة الماجنة! كانت المرأة تشترى وتباع، ويتاجر بها في أسواق الشهوات والنزوات، وكانت تقتل وهي حية خوف الفقر والعار: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:٨ - ٩] فجاء الإسلام ليعلي مكانة المرأة وليرفع من شأنها وليضعها في مكانتها التي تليق بها كإنسانة عظيمة بيدها عظمة هذا المجتمع.

إن الإسلام هو الذي جعل النساء شقائق الرجال.

إن الإسلام هو الذي جعل بر الأمهات مقدماً على بر الآباء.

إن الإسلام هو الذي جعل الجنة تحت أقدام الأمهات.