إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد: ما زلنا نطوف بحضراتكم في رحاب سورة الحجرات، سورة التربية والأخلاق، وما زلنا نعيش مع هذه القواعد التشريعية العظيمة التي وضعها العليم الخبير جل وعلا؛ لصيانة المجتمع الإسلامي من التمزق والتشتت والتفكك والضغائن والأحقاد.
وما زلنا في رحاب هذه القاعدة العظيمة العريضة الكبيرة، ألا وهي: تعظيم حرمات المسلمين في المجتمع الإسلامي، وقلنا: بأنه لن تعظم حرمات المسلمين في المجتمع الإسلامي إلا إذا طهر المجتمع من ستة أمراض أو آفات، هذه الأمراض وتلك الآفات هي: ١/ السخرية.
٢/ اللمز.
٣/ التنابز بالألقاب.
٤/ سوء الظن.
٥/ التجسس.
٦/ الغيبة.
ولقد تحدثنا في اللقاء الماضي بفضل من الله جل وعلا عن الآفة الأولى بالتفصيل ألا وهي: السخرية.