الأقصى الجريح: عنصرنا الثالث في هذا اللقاء الكريم.
إنه الأقصى الذي تدوسه الآن أقدام إخوان القردة والخنازير من أبناء يهود، على مرأى ومسمع من العالم كله، بل لقد تبنت زعيمة الكفر على ظهر الأرض أمريكا هذه المقولة الخطيرة التي تغنى بها أعضاء الكونجرس حيث قالوا: سننقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ لتصبح القدس عاصمة أبدية لأبناء يهود، ولإخوان القدرة والخنازير! عار وشنار على ألف مليون! أين هم؟! أين من لا يجيدون إلا لغة الجعجعة والصياح والشجب والاستنكار؟! هل ستصبح القدس الشريفة مسرى الحبيب محمد وأولى القبلتين وثالث الحرمين عاصمة أبدية لإخوان القردة والخنازير والمسلمون لا يجيدون إلا الشجب والصياح والاستنكار والجعجعة، ولا يجيدون إلا لغة الإنكار في الجرائد والمجلات؟ أين هم؟! أين العمل؟! أين السلوك؟! أين الأخلاق؟! أين الإسلام الذي أمرهم الله أن يحولوه إلى واقع، وإلى منهج حياة؟! لا أصل له ولا أثر، لا يجيدون إلا الاحتفالات.
نحتفل بذكرى الإسراء، ونسمع القصائد والأشعار ونسمع الكلمات، ونحتفل بذكرى المولد، ونحتفل بذكرى النصف من شعبان.
هؤلاء هم الذين عشقوا الهزل يوم أن كرهوا الجد والرجولة والبطولة والجهاد في سبيل الله! لقد كان المسجد الأقصى قبلة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في الصلاة، واشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت الله الحرام، فنزل قول الله:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[البقرة:١٤٤] فأمر الله بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهو المسجد المبارك الثالث الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إليه:(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم) يعني: لا يجوز لك أن تشد الرحل إلى مسجد ولي من الأولياء، وإنما تشد الرحل فقط إلى المسجد الحرام في مكة، وإلى المسجد الأقصى في فلسطين الذبيحة، وإلى مسجد المصطفى في المدينة المنورة.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم صلاة في مسجده الحرام، وصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، وصلاة في المسجد الأقصى؛ إنه ولي ذلك ومولاه!