وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكماً مقسطاً، فيُكسَر الصليب أو فيكسِر الصليب -واللغتان صحيحتان-، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد).
تدبر كلام الصادق:(ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكماً مقسطاً)، أي: عادلاً، وأول ما يفعله أنه يكسر الصليب المقدس، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية فلا يقبلها من أحد، فإما الإسلام وإما القتال.
ويفيض المال، وتحل البركات حتى قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الضياء المقدسي وصححه الألباني من حديث أبي هريرة قال المصطفى:(طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح، تؤمر الأرض أن تخرج بركتها وأن تخرج زرعها، حتى أنك لو زرعت أو بذرت زرعك على الصفا -أي على الحجر- لنبت)، فالبركات تتنزل إلى الأرض، بل ترعى الذئاب مع الغنم، والأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، كما قال الصادق صلى الله عليه وسلم، ويمسك الصبي الحية فلا تؤذيه، يعيش الناس حالة من الأمن والاستقرار والأمان، بصورة لا يستطيع بليغ أن يعبر عنها على الإطلاق.