يوم أن ضاع هذا المبدأ، وضاعت هذه القاعدة كم من فتنة وقعت بسبب خبر ٍكاذب نقله فاسقٌ فاجر، بوذي أو يهوديٌ أو نصرانيٌ، أصبح البوذي مصدقاً، وأصبح النصراني مصدقاً وأصبح الكافر مصدقاً، أصبح كلام البوذي هو الثقة، وأصبح كلام الكافر هو المصدق في وسط المسلمين وفي مجتمعاتهم وبلادهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، كم من فتنةٍ وقعت بسبب خبرٍ كاذب نقله فاسقٌ فاجر؟! كم من أطفالٍ شردوا، وكم من حروبٍ اشتعلت بسبب أخبار كاذبة نقلت دون تثبتٍ أو تبينٍ أو تحرٍ، كم من بيوتٍ خربت، وكم من أرزاقٍ تسبب بعض الناس في قطعها بسبب عدم التحري، وعدم التبين والظلم البين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كم فرق بين الزوجين، كم فرق بين الأبناء والأحباب والوالدين والإخوة بسبب ضياع هذا المبدأ الكبير وغياب هذه القاعدة التشريعية العظيمة ألا وهي:{إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات:٦] كم من الحروب التي مات فيها ملايين البشر بسبب غياب وضياع هذا المبدأ.
يا عباد الله! إنه مبدأ التثبت والتبين والتحري، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ووالله ما وقعت على ظهر الأرض فتنة في تاريخ الأمة الطويل إلا بسبب غياب هذا المبدأ وضياع هذه القاعدة الكبيرة: مبدأ التثبت والتبين؛ ولتتجسد بين عينيك يا عبد الله! خطورة هذا المبدأ العظيم فعليك أن تراجع سورة النور.