[نزول عيسى عليه السلام من السماء إلى الأرض بين يدي الساعة]
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! ثالثاً: نزول عيسى من السماء إلى الأرض بين يدي الساعة، فنحن الآن ننتظر نزول نبي الله عيسى، وقد بيّن القرآن والسنة الصحيحة ذلك، فمثل هذه الأمور الغيبية لا يجوز البتة لأحد أن يتكلم فيها إلا بصريح القرآن أو صحيح السنة، فأنا لم آت بكلمة واحدة من عندي أبداً، بل من القرآن والسنة الصحيحة وأقوال المفسرين المعتبرين من أهل العلم، يقول الله تعالى في سورة الزخرف وهو يخاطب حبيبه المصطفى:{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}[الزخرف:٥٧] إلى قوله: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ}[الزخرف:٦١]، وفي قراءة ابن عباس:(وإنه لعَلَم للساعة) أي: علامة وأمارة على قرب الساعة، فنزول عيسى عليه السلام من علامات الساعة الكبرى.