أولاً: تحقيق الإيمان، فلا يمكن أبداً أن توالي الله ورسوله والمؤمنين، وأن تعادي الشرك والمشركين، دون أن تحقق الإيمان، وهذا هو الواقع، إذ لا يجيد الموالاة والمعاداة إلا المؤمن، ولذلك فإن الله إنما نادى المؤمنين:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}[المائدة:٥١]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}[آل عمران:١١٨]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة:١]، وهذا الخطاب للمؤمنين، فلا بد أن نحقق الإيمان، والإيمان ليس كلمة تقال باللسان فحسب، ولكن الإيمان: قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي والذنوب والزلات، هذا الإيمان هو الذي حول سحرة فرعون إلى أولياء، فمن لحظة أعلنوا فيها: فـ {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}[الشعراء:٤٤]، فلما ذاقت قلوبهم حلاوة الإيمان، سجدوا لرب موسى وهارون، وقالوا لفرعون بعزة واستعلاء: لا ضير، كلمة واحدة تجسد حلاوة الإيمان في القلوب، (لا ضير) يعني: افعل ما شئت، ذبح صلب قتل، افعل ما شئت، فلن نفرط في هذا الإيمان الذي سكن قلوبنا.