روىالإمام أحمد في مسنده، وفي إسناد هذا الحديث عيسى بن ميمون قال عنه الإمام البخاري: منكر الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات، وروى الحديث من طريق آخر الإمام ابن حبان، وقال: حديثه حسن، من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن أعظم النكاح بركة أيسرهن مئونة) خفف ولا تسرف (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا)، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم.
فيسروا على عباد الله، ارحموا شباب الأمة يرحمكم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ارحموا الشباب والفتيات، يسروا لهم أمر الزواج، وخففوا عليهم عبء الزواج، أما تعلمون أن رسولكم صلى الله عليه وسلم قد زوج رجلاً بما معه من القرآن، بوب الإمام البخاري باباً في كتاب النكاح في صحيحه بعنوان: باب التزويج بالقرآن وبغير صداق، انظروا إلى فقه البخاري، ورحم الله من قال: فقه البخاري في تراجمه، يترجم الباب بهذا العنوان: باب التزويج على القرآن وبغير صداق، وروى في هذا الباب حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال:(جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إني وهبت نفسي لك) امرأة وهبت نفسها لرسول الله، وهذا أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره من سائر الأمة، قال:(فقامت المرأة قياماً طويلاً، فقال رجل: يا رسول الله! زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: هل معك شيء تصدقها؟) أي: تقدمه لها صداقاً، (قال: لا، ليس معي إلا إزاري) سبحان الله! (فقال النبي عليه الصلاة والسلام: لو أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، التمس شيئاً) أي: ابحث عن شيء آخر تقدمه لها.
(فذهب الرجل فلم يجد شيئاً، فرجع إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له النبي: التمس ولو خاتماً من حديد، فقال الرجل: لم أجد شيئاً) لم يجد حتى خاتماً من حديد يقدمه صداقاً لهذه المرأة إذا تزوجها.
فقال له النبي عليه الصلاة والسلام (هل معك شيء من القرآن؟ قال: نعم.
معي سورة كذا وكذا، سور يسميها)، أتدرون ماذا قال له رسول الله عليه الصلاة والسلام؟! قال:(قد زوجتكها بما معك من القرآن).
هذا هو إسلامنا، هذا هو ديننا، إنه التخفيف، إن المرأة ليس لها في هذا الوجود إلا أن تجلس وأن تعيش مع زوج يتقي الله ويعينها على طاعة الله، ويأخذ بيدها وتأخذ بيده إلى مرضاة الله جل وعلا، لا أن تجلس مع أبيها، ولا أن تجلس مع أمها، إذا ما بلغت سن زواجها وسن إحصانها وسن إعفافها.