[بطلان دعوى عدم الاختلاف العقدي بين أهل السنة والرافضة]
ادعى علماء الشيعة أنه لا يفصلهم عن أهل السنة كبير شيء، وإنما خلافهم مع أهل السنة في مسائل الفروع، هم يزعمون ذلك، ويدندنون به، بل ولعل منكم من تابع دعوة التقريب المزعومة بين الشيعة وأهل السنة، ورفع لواء هذه الدعوة من يشار إليهم بالبنان، فهم يزعمون أنه لا توجد على الإطلاق أية فروق جوهرية في الأصول بين معتقد الشيعة وبين معتقد أهل السنة اللهم إلا في الفروع، هكذا يزعمون.
يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء -وهو من أكابر مراجع الشيعة المعاصرين-: (الشيعة ما هم إلا طائفة من طوائف المسلمين، ومذهب من مذاهب الإسلام، يتفقون مع سائر المسلمين في الأصول، وإن اختلفوا معهم في بعض الفروع) وردد هذا الكلام الخبيث الخطير بعض أهل السنة نقلاً جزافاً عن أكابر أئمة الشيعة، فهل هذه الدعوة حقيقية؟ تعالوا معي لنجيب إجابة مفصلة قد تحتاج إلى خمس محاضرات، وأرجو أن تسامحوني على هذا الإطالة، فالأمر والله جد خطير، ويحتاج إلى وقفة، وأنا أعلم أنه لا يتكلم في مثل هذه الموضوعات إلا في القليل النادر، فالإجابة على قولهم: إن الشيعة ما هم إلا طائفة من طوائف المسلمين، ومذهب من مذاهب الإسلام، يحتاج في تفنيده إلى كتب الشيعة، وإلى كلام أكابر مراجعهم وعلمائهم، فإن مصادر القوم هي المعتمدة عند من يعتنقون مذهب الشيعة، فإنك لو ذهبت الآن لترد عليه بأقوال أهل السنة لألقى بقولك عرض الحائط، لكنك ستلقمه حجراً إذا انطلقت لترد عليه بأقوال أئمة الشيعة، وأكابر مراجعهم في الماضي بل وفي العصر الحاضر، فتدبر معي أيها الأخ الكريم! لنقف مع أول أمر، بل مع أخطر أمر ألا وهو اعتقادهم في مصادر التلقي، أو في أصول الأحكام المتفق عليها بين المسلمين، ما هي مصادر التلقي عند الشيعة؟ من أين استقى الشيعة أصول مذهبهم؟ وما هي نظرة الشيعة لهذه الأصول؟! وما هو معتقدهم فيها؟