لقد حذر الله تبارك وتعالى من القول بغير علم في مبحث الأسماء والصفات، فقال في سورة الأعراف:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف:١٨٠].
يقول صاحب معارج القبول: الإلحاد في الأسماء ينقسم إلى ثلاثة أقسام: إلحاد المشركين، وهو الذي قال عنه ابن عباس رضي الله عنهما:(وذروا الذين يلحدون في أسمائه) أي: يشركون في أسمائه، فسموا اللات من الإله، وسموا العزى من العزيز.
القسم الثاني: إلحاد المشبهين، الذين شبهوا الله عز وجل في أسمائه وصفاته بالمخلوقين.
القسم الثالث: إلحاد النفاة الذين نفوا أسماء الله جل وعلا وصفاته.
وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: قسم أثبت لله جل وعلا الأسماء الحسنى، ونفى عن هذه الأسماء ما تضمنته من صفات.
القسم الثاني: قسم أنكر الأسماء والصفات، فكفر بالله عز وجل.
هذا بإيجاز معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:(الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله)؛ فإن قدر الله جل وعلا لنا اللقاء والبقاء، فسوف يكون حديثنا في اللقاء المقبل عن الشق الثاني لشهادة التوحيد.
أسأل الله جل وعلا أن يتوفانا وإياكم على التوحيد، وأن يجنبنا الشرك، وأن يختم لي ولكم بخاتمة الإيمان، إنه ولي ذلك ومولاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.