الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وطبتم جميعاً أيها الآباء الفضلاء وأيها الإخوة الأعزاء، وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا وإياكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنا وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله:"أمة لا تعرف قدر نبيها" هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك، ونظراً لأن الحديث في هذا الموضوع ذو شجون، فسوف أُركِّز الحديث مع حضراتكم تحت هذا العنوان في العناصر التالية: أولاً: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤].
ثانياً: القرآن يربي ويعلم.
ثالثاً: الواقع خير شاهد.
وأخيراً: هذا هو الحب أيها المحب.
فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب! سائلاً المولى جل وعلا أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.