للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسلمون في فلسطين]

أنا لا أغالي ولا أريد أن ألهب العواطف بكلمات فارغة، وإنما أتحدث عن واقع يعلمه كل مسلم، وتعلمه كل مسلمة، هذا واقع الأمة، ابتعدت الأمة عن ربها فذلت، ابتعدت الأمة عن رسول الله فهانت، تعرت الأمة من ثوب الإسلام فانكشفت كل سوءاتها وعوراتها، فطمع فيها اليهود أنجس أهل الأرض وهم يفعلون بها الآن في فلسطين ما يندى له جبين التاريخ، بل ما يحترق له قلب كل مسلم غيور.

يصرح زعيم السلطة ويقول: إنه يثق في شارون، وإن شارون صديق حميم حريص على السلام.

قمة الذل، قمة الاستجداء، شارون السفاح المسرف، الذي لُطِّخَتْ يداه بدماء المسلمين المستضعفين في فلسطين يوم أن كان ضابطاً صغيراً في الجيش اليهودي، وإلى هذه اللحظة لا يزال حريصاً على السلام!! وصديق حميم!! تُهَدَّمُ البيوت، وتسفك الدماء، وتمزق الأشلاء، وينتهك عرض الإسلام وعرض المقدسات، والأمة تسمع وترى، والمسلمة في فلسطين تقول: واإسلاماه، وامعتصماه، لكن أين المعتصم؟ ما ثَمَّ معتصم يغيث، أين زعماء العرب؟! أين حكام المسلمين؟! أين الجيوش المسلمة لتنقذ هذه المسلمة التي تنادي باسم المعتصم؟! ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح ذبحوا الصبي وأمه وفتاتها ذات الوشاح وعدوا على الأعراض في انتشاء وانشراح يا ألف مليون وأين همو إذا دعت الجراح؟ ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح آه يا مسلمون متنا قروناً والمحاق الأعمى يليه محاق أي شيء في عالم الغاب نحن آدميون أم نعاج نساق نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدم الدفاق وعلى المحصنات تبكي البواكي يا لعرض الإسلام كيف يراق قد هوينا لما هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياق واقتلعنا الإيمان فاسودت الدنيا علينا واسودت الأعماق وإذا الجذر مات في باطن الأرض تموت الأغصان والأوراق تنادي على المسلمين في بقاع الأرض مسلمة في فلسطين، ومسلمة في أفغانستان، ومسلمة في الشيشان، ومسلمة في كشمير، ومسلمة في طاجكستان، ومسلمة في الفلبين، ومسلمة في الصومال، ومسلمة في العراق، ومسلمة في السودان، ومسلمة في الجزائر، وتقول: أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمي هنا يا مسلمون يراق عرضي يدنس أين شيمتكم؟ أما فيكم أبي قلبه خفاق؟ أختاه أمتنا التي تدعينها صارت على درب الخضوع تساق أودت بها قومية مشئومة يرتادها نحو الضياع رفاق إن كنت تنتظرينها فسينتهي نفق وتأتي بعده أنفاق مدي إلى الرحمن كف تضرع فلسوف يرفع شأنك الخلاق إنه الذل، إنه الهوان، وددت أن لو أسمعت زعماء العرب وحكام المسلمين مثل هذا، فأنا أعلم أنكم لا تملكون من الأمر شيئاً إلا النزر اليسير، وددت أن لو أسمعت الأمة كلها مثل هذه الكلمات التي تذيب الصخور والحجارة، ولكن القلوب صارت أقسى من الصخور، وأشد من الحجارة.