للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نفخة الصعق (الموت)]

بعد هذه النفخة يأمر الله جل وعلا إسرافيل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق -أي: الموت- فيموت كل حي على ظهر هذه الأرض، بل ويموت أهل السماء إلا من شاء الله، ومن أهل العلم من قال: يستثنى جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت وحملة العرش، واستدل بعضهم بحديث الصور الطويل وهو حديث ضعيف بطوله؛ لأنه يدور على إسماعيل بن رافع وقد ضعفه أهل الجرح والتعديل، فإذا ما أمر الله إسرافيل بالنفخ في الصور نفخة الصعق يموت كل حي على ظهر هذه الأرض! ويطوي الملك جل وعلا السماوات والأرض بيمينه، وورد في رواية مسلم: (يطوي السماء بيمينه والأرض بشماله) ورواية الصحيحين: (يطوي السماء والأرض بيمينه) وقد ثبت: (وكلتا يديه يمين) جل جلاله (يطوي السماء والأرض بيمينه ويقول سبحانه: أنا الملك، أين المتكبرون؟ أو أين الجبارون؟ ثم يقول جل وعلا: لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد؛ لأنه سبحانه في هذا اليوم يسأل ويجيب، فما من سائل غيره ولا مجيب، يقول جل جلاله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:١٦]) أين الملوك؟ أين الأمراء؟ أين الرؤساء؟ أين الزعماء؟ أين الوزراء؟ مات كل حي وذهب كل شيء.

أين الظالمون وأين التابعون لهم في الغي بل أين فرعون وهامان

أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان

هل أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان

لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان