للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب الثقة بالله جل وعلا]

فلا ينبغي أن تهتز ثقتك أيها المسلم في ربك، أو أن يضعف إيمانك بربك سبحانه وتعالى، ثم تدبر قول الله جل وعلا: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ} [الفجر:٦ - ١٣] انظر إلى فاء الترتيب والتعقيب التي تضمد الجراح {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:١٣ - ١٤].

والله! إننا لفي انتظار خوض العذاب من الملك لهذه الأمم الكافرة الجائرة التي قالت: من أشد منا قوة؟ والتي تنتهك الأعراض، وتدنس المقدسات والأرض.

ثم تدبر -يا أخي- قول ربك: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:١ - ٥].

ثم في عصرنا: أين الاتحاد السوفيتي؟! يقول المفكر الشهير اشبنجلر: إن للحضارات دورات فلكية، فهي تغرب هنا لتشرق هنالك، وإن حضارة أوشكت على الشروق في أروع صورة، ألا وهي حضارة الإسلام، فهو الدين الوحيد في الأرض الذي يملك أقوى قوة روحانية نقية.

وأجمل من قوله قول ربي: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:١٤٠] فالأيام دول، فلا ينبغي أن ينظر الناظر إلى قوة دولة ظالمة غاشمة متكبرة متجبرة على أنها هي النهاية لهذا التاريخ ولهذا الكون، فالله جل وعلا أخذ الأمم التي انحرفت عن منهجه سبحانه جميعاً، أخذهم الله عز وجل بذنوبهم ومعاصيهم وإعراضهم عن الله تبارك وتعالى.