للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[النية]

أول ركن من أركان الصيام هو: النية، والنية عمل من أعمال القلوب لا تصح عبادة على الإطلاق إلا بها، قال الله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:٥].

وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عمر: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).

ويرى جمهور الفقهاء وجوب تبييت النية من الليل لصيام الفريضة، بمعنى: أنه يجب على الصائم أن يبيت النية ويعقدها من الليل لصيام الفريضة.

واستدل جمهور الفقهاء على ذلك بالحديث الذي رواه أصحاب السنن بسند صحيح من حديث حفصة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)، وهذا الحكم خاص بصيام الفريضة -أي: بصيام شهر رمضان، والنذر والقضاء ونحو ذلك- أما صيام النافلة فتجزئ فيه النية بليل أو بنهار ما دام الصائم لم يأكل شيئاً، والدليل على ذلك ما رواه الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: (هل عندكم شيء -أي: من الطعام؟ - فقلنا: لا.

فقال عليه الصلاة والسلام: فإني صائم) فصيام النافلة يجوز أن تعقد النية له من الليل ومن النهار، بشرط ألا تكون قد طعمت شيئاً.

أما صيام الفريضة فيجب عليك أن تعقد النية من الليل قبل الفجر.

وهنا سؤال ألا وهو: هل تكفي نية واحدة لصيام الشهر كله؟

الجواب

اختلف العلماء في ذلك على قولين: الأول للمالكية: حيث قالوا: إن نية واحدة في أول الشهر تكفي لصيام الشهر كله.

القول الثاني: وهو قول جمهور الفقهاء -وهو الراجح والله تعالى أعلم- أنه يجب على الصائم أن يبيت النية لكل يوم على حدة.

ولا يشترط في النية أن يتلفظ الصائم بها، ولو نسي التلفظ فلا يقال: إن صيامه غير صحيح؛ لأن النية محلها القلب كما قال الحبيب: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، فضلاً عن أن سحور الصائم نية، والحمد لله على تيسيره وامتنانه.