[لا كرامة للأمة إلا بالجهاد والتضحية]
وما زالت الأمة معطاءة، ولا زالت الأمة ولوداً تنجب في كل يوم لهذا الدين من يتمنى أن يبذل نفسه، والله ثم والله إنني لعلى يقين جازم الآن أن من بين يدي من الشباب، بل ومن الشيوخ، بل ومن النساء من يتمنى أن لو نودي اليوم: حي على الجهاد حي على الجهاد يا خيل الله اركبي والله الذي لا إله غيره لو تبناها زعيم مسلم واحد ونادى الآن في الأمة الولود وقال: حي على الجهاد، يا خيل الله اركبي، والله لرأينا من شباب الأمة ومن شيوخ الأمة ومن نساء الأمة من ينطلق ليسد بصدره فوهات المدافع، ليعلموا كلاب الأرض من اليهود أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما خلف بنات، ولكن خلف رجالاً يتمنون الشهادة في سبيل الله جل وعلا.
والله إننا لنتمنى الشهادة في سبيل الله، وأعلم علم اليقين أن من شباب الأمة ومن شيوخ الأمة ومن نساء الأمة، من يحترق قلبه للجهاد ويتشوق للشهادة، ضاع شرفنا وغيب شرعنا وضاع قدسنا، واحتلت أرضنا وضاع عرضنا؛ فما بقي بعد الآن، نريد التضحية والله بالدماء، نريد التضحية بالدماء لدين رب الأرض والسماء جل وعلا.
فهيا أيها الشباب هيا أيها الرجال هيا أيتها الأخوات الفاضلات فلنعاهد الله جل وعلا جميعاً من الآن، ولنهيئ أنفسنا للتضحية بالنفس، للتضحية بالمال، للتضحية بالأولاد، للتضحية بالأوقات، للتضحية بأغلى ما نملك لدين الله جل وعلا، وبغير هذه التضحية لا عزة لنا ولا كرامة.
والله ثم والله إن الأمة الآن لن يتبقى لها إلا أن تقدم رجالها وشبابها الطاهر الطائع لتضحي ولتنصر عقيدة لا إله إلا الله، ولتنصر دين رسول الله، وسيرى العالم كله، وسيرى خنازير الأرض من اليهود أن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم يسيرون في كل زمان ومكان على درب النبي، منهم من يحاكي خالد بن الوليد، ومن شبابنا الآن من يتطلع إلى سيرة مصعب، وإلى سيرة معاذ، وإلى سيرة صلاح الدين، وإلى سيرة محمد بن مسلمة، وإلى سيرة سيف الدين قطز.
لا عز للأمة إلا بالجهاد، لا كرامة للأمة إلا بالجهاد، إلا بالتضحية، إلا ببذل الدماء، فهيا أيها المسلمون! لنعاهد الله جل وعلا على ذلك، بذلُك لمالكَ تضحية، بذلك من وقتك أيها الشاب لتتعلم دين الله ولتعلم دين الله تضحية.
أيتها المسلمة! تربيتك لأولادك على القرآن والسنة وعلى الجهاد في سبيل الله تضحية لدين الله.
أيها الطالب المسلم! اجتهادك في مذاكرتك وتفوقك لتنفع أمتك من موقع المسئولية تضحية لدين الله.
أيها المسئول أياً كان منصبك وأياً كان موقعك! كرسيك إلى زوال، ومنصبك إلى فناء، فوجه الكرسي ليكون قائداً لك إلى جنة رب الأرض والسماء، ضح بمنصبك لدين الله جل وعلا، لا تستخدم المنصب في تعطيل دين الله أو في الصد عن سبيل الله جل وعلا، فوالله إن الكل إلى زوال ولا يبقى إلا الملك جل جلاله، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:٢٦ - ٢٧].
أيها المسلمون! نعاهد الله جل وعلا من الآن على أن ينطلق كل والد من هذا المصلى الكريم ويقول لربه: يا رب هذا أحب أبنائي إلي قد نذرته لك، ضح اليوم بولد من أولادك لله، قل: هذا موقوف لله، ليقرأ القرآن، ليتحرك للدعوة، لينطلق للجهاد بنفسه أو بماله أو بأنفاسه أو بوقته.
نريد تضحية، نريد تضحية بالمال، تضحية بالأعمال، تضحية بالأوقات، تضحية بالنساء، تضحية بالأولاد، تضحية لدين الله جل وعلا.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينصر الإسلام وأن يعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام، اللهم أعز المسلمين، اللهم مكن لدينك يا رب العالمين، اللهم مكن لدينك يا رب العالمين، اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود وأتباع اليهود وأعوان اليهود.
اللهم مكن لدينك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وتجارة لن تبور برحمتك يا عزيز يا غفور، اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، اللهم اجعل مصر سخاءً رخاءً وجميع بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها الأحبة الكرام! كل عام وأنتم بخير، وأشهد الله جل وعلا أنني أحبكم جميعاً في الله، وأسأل الله أن يجمعنا مع المتحابين بجلاله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله.