بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الذي خلق فسوى، وهو الذي قدر فهدى، مالك الملك، وملك الملوك، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير إنه على كل شيء قدير.
يا رب! بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكا إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا أذنبت يا رب وآذتني ذنو ب مالها من غافر إلاكا دنياي غرتني وعفوك غرني ما حيلتي في هذه أو ذاكا لو أن قلبي شك لم يك مؤمناً بكريم عفوك ما غوى وعصاكا يا منبت الأزهار عاطرة الشذى هذا الشذى الفواح نفح شذاكا يا مجري الأنهار ما جريانها إلا انفعالة قطرة لنداكا رباه هأنذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هواكا رباه قلبٌ تائبٌ ناداك أترده وترد صادق توبتي حاشاك ترفض تائباً حاشاكا فليرض عني الناس أو فليسخطوا أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا محمداً رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله! يا صاحب المقام المحمود، ويا صاحب اللواء المعقود، ويا صاحب الحوض المورود، حوض ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً وطعماً من العسل، عدد كيزانه بعدد نجوم السماء، من سقي منه بيد المصطفى شربة لا يظمأ بعدها أبداً.
من الموحدين من يرد حوض الحبيب، فيرى واقفاً على الحوض في استقباله عثمان بن عفان، ترى في استقبالك الحيي الكريم عثمان زوج بنات المصطفى صلى الله عليه وسلم يقدم لك الكأس لكي تشرب من حوض حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الموحدين المخلصين من يرد الحوض، فيرى في انتظاره وفي استقباله على حوض الحبيب الفاروق عمر، يقدم لك الكأس لكي تشرب من حوض الحبيب، ومن الموحدين المخلصين من يرد على الحوض، فيرى على الحوض واقفاً في استقباله وفي انتظاره: أبا بكر الصديق، ومن الموحدين من يرد على الحوض فلا يرى عثمان ولا يرى عمر ولا يرى الصديق وإنما يرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يسقيه بيديه شربة هنيئة مريئة لن يظمأ بعدها أبداً، ومن الموحدين من يرد على حوض الحبيب فلا يرى عثمان ولا يرى عمر ولا يرى الصديق ولا يرى حتى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكنه يرى الكأس يرتفع إلى فمه لكي يشرب فيصرخ ويقول: من الذي يسقيني؟! إن الساقي هو الله، الله أكبر! ليس عثمان ولا عمر ولا الصديق ولا حتى الحبيب صلى الله عليه وسلم، إن الساقي هو الله:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا}[الإنسان:٢١ - ٢٢].
اللهم أوردنا حوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً يا رب العالمين! اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاةً وسلاماً يليقان بمقام أمير الأنبياء وسيد المرسلين: يا مصطفى ولأنت ساكن مهجتي روحي فداك وكلما ملكت يدي إني وقفت لنصر دينك همتي وسعادتي أن لا بغيرك أقتدي لك معجزات باهرات جمةٌ وأجلها القرآن خير مؤيد ما حرفت أو غيرت كلماته شلت يد الزاني وشاه المعتدي وأنا المحب للحبيب محمد وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن وجدها وغرامها بمحمد قد لامني فيه العذول ولو يرى نعم الغرام به لكان مساعدي يا رب صل على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غد اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله.