للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعاء للمرضى وزيارتهم واجب على أهل العافية]

ومن رسالتي لأهل العافية: لا تبخلوا على إخوانكم المرضى بالزيارة والدعاء، فحق المرضى علينا: الزيارة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) , واسمع إلى هذا الحديث الجميل الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى يوم القيامة: عبدي! مرضت فلم تعدني! فيقول العبد: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! فيقول الله جل وعلا: لقد مرض عبدي فلان، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟! يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني! فيقول العبد: يا رب! كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! فيقول الله عز وجل: لقد استطعمك عبدي فلان، أما علمت بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟! يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني؟! فيقول: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟! فيقول الله جل وعلا: لقد استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟!) , فمن حق المرضى علينا -نحن أهل العافية- أن نزورهم، وأن ندخل عليهم السعادة والبسمة والسرور، وأن ننفس لهم في الأجل، وأن نكثر لهم من الدعاء.

وأخيراً: أيها الأحبة الكرام! جددوا التوبة والأوبة، وتذكروا أن الحياة الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار المقر، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تفضحوا أسفاركم عند من يعلم أسراركم، {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:٣١] أقبلوا إلى الله، وعودوا إلى الله.

أيها الشباب! يا من استخدمتم نعمة العافية في معصية الله! أيها الرجال! أيها الشيبان! أيتها المسلمات! فلنعد جميعاً إلى الله سبحانه، ونحن على ثقة في رحمة الله، ونحن على يقين بكرم الله وعفو الله، قال جل في علاه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:٥٣].

اسأل الله أن يقينا وإياكم حرَّ جهنم، وأن يجعل هذه الدقائق في موازين حسناتنا جميعاً يوم نلقاه، {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:٨٨ - ٨٩].

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعل شفاءهم سهلاً ميسوراً يا رب العالمين، اللهم أنزل عليهم رحمة من عندك، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم لا تدع لأحد منا ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها يا أرحم الراحمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً، اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنَّا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم عليك باليهود وأتباعهم يا رب العالمين! اللهم جمِّد الدماء في عروق اليهود يا قوي يا عزيز! اللهم كما أفزع اليهود إخواننا في لبنان فاملأ قلوبهم وبيوتهم رعباً وفزعاً يا قوي يا عزيز! اللهم إنا نشكوا إليك خيانة الخائنين، وإجرام المجرمين، وتكاسل الزعماء والقادة، اللهم عليك باليهود وأتباع اليهود، اللهم عليك باليهود وأتباع اليهود، اللهم شتت شملهم، اللهم مزِّق صفهم، اللهم املأ بيوتهم وقلوبهم رعباً وفزعاً يا رب العالمين! اللهم ثبت إخواننا اللبنانيين، وإخواننا المسلمين المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.