[وقوع اليهود في عرض النبي صلى الله عليه وسلم بشارة بعقابهم]
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! أقول: نستبشر خيراً أن وقع اليهود في عرض النبي صلى الله عليه وسلم نستبشر بقرب الفتح إن شاء الله تعالى، ولكن بشرط ما هو؟ أن ترفع الأمة الآن راية الجهاد في سبيل الله، وأن يعود الزعماء بالأمة ابتداءً إلى شرع رب الأرض والسماء، وأن يصححوا العقيدة، ويخلصوا العبادة، ويحكموا شريعة النبي الطاهرة، وأن يرفعوا راية الجهاد في سبيل الله، فوالله -وأنا أعلنها وأدين لله بها- إن هذه المرحلة لا يصلحها ولا يصلح معها إلا أن تضحي الأمة بعشرات الآلاف من شبابها الطاهر الذي يتشوق الآن للجهاد في سبيل الله، ويكاد قلبه أن يحترق لينال هذا الشرف العظيم، لا سبيل لكرامة الأمة إلا أن تضحي بعشرات الآلاف من شبابها الصادق الطاهر لترفع دين الله، ولتعلي شأن شريعة رسول الله، ولتثأر من إخوان القردة والخنازير، للبشير النذير صلى الله عليه وسلم، فإن اليهود جبناء:{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الحشر:١٤].
والله والله لو تبناها زعيم عربي واحد فاصطلح هو ابتداءً مع الله، وعاد إلى الله، وحكم شرع الله، وبين عشية وضحاها رفع راية الجهاد في سبيل الله، لانطوى تحت الراية ملايين الرجال، وملايين الشباب، وعشرات الآلاف من الأخوات والنساء، وخرج الجميع يقولون: حي على الجهاد، حي على الفلاح، وحينئذٍ سترى الأمة صدق وعد الله وصدق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلا عز لها إلا بالجهاد، ولا شرف لها إلا بالجهاد، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(يا معاذ! ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، وقال المصطفى كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن عمر:(إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).
فلا عز للأمة إلا بالجهاد، وأنا أعلم أن للجهاد ضوابط، وأنا أعلم أن للجهاد أصولاً، فيجب على هذه الأمة أن تفسح المجال، وأن تهيئ الوقت والبيئة لتنال هذا الشرف بالجهاد في سبيل الله، فإن شباب الأمة الآن يحترق قلبه ويتشوق للجهاد، وأنا أعلم علم اليقين أنه ما من رجل أو شاب أو امرأة إلا ويتمنى أن لو نودي الآن في مثل هذه اللحظات: حي على الجهاد، والله لن يخرج كل هؤلاء من بين يدي إلا على ساحة الجهاد، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الشهادة في سبيله.
فليكلفنا زعيم عربي واحد، فليكلف الدعاة وليكلف العلماء بعدما يعود هو ابتداءً إلى الله جل جلاله، ويحكم شريعة الله، وليكلف العلماء والدعاة، وسيجيش العلماء والدعاة ملايين الشباب من هذه الأمة، يخرج الكل يشتاق للشهادة في سبيل الله، ولصحبة رسول الله، وسيخرج أبناؤنا ليهتف الجميع: غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.