للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب الدعاء للمسلمين]

من منا يتضرع إلى الله في الليل؟! من منا قام الليل ليتضرع إليه سبحانه بالدعاء بالتذلل بالخضوع؟! فالدعاء سهام الليل، والله ربما لا يدعو كثير من المسلمين الآن إلا إذا دعا إمامهم فأمنوا عليه! أمة بخلت بالدعاء هل تجود بالأموال والدماء؟! إذا كان يحال بينك وبين الجهاد بالنفس فجاهد بمالك إن استطعت بالدعاء بالكلمة في الأماكن العامة في الأماكن الخاصة، فكل هذا جهاد، كل ما تستطيع أن تقدمه ستصبح بين يدي الله نادماً إن قصرت فيه، أما إن كنت مكلفاً بواجب وعجزت عن أدائه فقد سقط هذا الواجب عنك، فالواجب يسقط بالعذر كما قال شيخ الإسلام وغيره، فالواجب يسقط بالعذر، أما إن كنت قادراً على فعل شيء، وقصرت في فعله فستندم إن لم تفعله.

الأمة أيها الإخوة لن تحرر الأقصى، ولن تعود إلى مكانتها وعزتها بالمظاهرات الساخنة! ولا بالمؤتمرات الصاخبة -ولست بصدد الحكم الشرعي على المظاهرات الآن- ولا بحرق الأعلام ولا بالشجب! وإنما برجوع الأمة إلى الله، لتصحح العقيدة، لتصحح العبادة، لتحكم الشريعة، لتصحح ما فقدت من الأخلاق، لتربي الجيل جيل النصر على الكتاب والسنة، على عقيدة الولاء والبراء، ثم لنثق جميعاً بوعد الله تبارك وتعالى {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:٤٠].

كل يجب عليه أن يؤدي واجبه الآن في حدود قدراته وإمكانياته وألا يتخلف، الأمة الآن في حاجة إلى كل جهد، إلى كل كلمة، بحاجة إلى تجييش كل الطاقات لتعمل لدين الله، نريد أن تتحول كل بيوتنا إلى بيت يحاكي بيت أبي بكر الصديق، الزوج يعمل فيه لدين الله، الزوجة تعمل فيه لدين الله، الولد يعمل فيه لدين الله، البنت تعمل فيه لدين الله، حتى الراعي في هذا البيت يعمل لدين الله تبارك وتعالى.