للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب الولاء لله ورسوله والمؤمنين والبراءة من الشرك والمشركين]

المقتضى الرابع: الولاء والبراء فيا من ادعيت الحب لله ولرسوله! نقب عن هذا الأصل في قلبك، وانظر هل واليت الله ورسوله والمؤمنين وعاديت الشرك والمشركين لتكون بحق ممن أحب سيد النبيين، أم أنت بخلاف ذلك؟ قال الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:٥١].

وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة:١٢٠].

وقال جل وعلا: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران:٢٨].

آيات كثيرة في هذا الباب.

هذا قرآن ربنا نستدل به حتى لا نتهم بالتطرف أو الإرهاب هذا هو القرآن لازال يتلى علينا في الليل والنهار: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، قرآن الله عز وجل.

فلا يكمل توحيدك إلا بالولاء والبراء، ولا يصح اعتقادك إلا بالولاء والبراء، أي: أنه يجب عليك أن توالي الله ورسوله والمؤمنين، وأن تتبرأ من الشرك والمشركين، كما قال الشاعر: أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في الإمكان وكذا تعادي جاهداً أحبابه أين المحبة يا أخا الشيطان! أن المحبة أن توافق من تحب على محبته بلا نقصان فإن ادعيت له المحبة مع خلا فك ما يحب فأنت ذو بهتان نعم لو صدقت الله فيما زعمته لعاديت من بالله ويحك يكفرُ وواليت أهل الحق سراً وجهرةً ولما تعاديهم وللكفر تنصرُ فما كل من قد قال ما قلت مسلمٌ ولكن بأشراط هنالك تذكرُ مباينة الكفار في كل موطن بذا جاءنا النص الصحيح المقرر وتصدع بالتوحيد بين ظهورهم وتدعوهُم سراً لذاك وتجهرُ فهذا هو الدين الحنيفي والهدى ومِلَةُ إبراهيمَ لو كنت تشعرُ