للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوى تحرير المرأة]

التشكيك ثم التذويب في بوتقة المناهج الغربية، ثم إفساد المرأة المسلمة؛ لأن المرأة المسلمة هي العمود الفقري، وهي المحور المركزي لبنيان الأسرة الصحيحة، فحاول هؤلاء أن يفسدوا المرأة، وأرجو من أخواتي الفاضلات الطاهرات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث، عز على أعداء ديننا -أيتها المسلمة- أن تجود المسلمة من جديد على أمتها بالعلماء العاملين، والمجاهدين الصادقين، فراحوا يشككون المرأة في دينها، وراحوا يفتعلون قضية في بلاد المسلمين تسمى بقضية تحرير المرأة، بل إنهم يريدون أن ينزلوها من عرش حيائها للزج بها في مستنقع الرذيلة الآسن العفن، شككوها في الحجاب، وقالوا لها: لا بد من التحرر، إن القول بالعزل والفصل بين الرجل والمرأة كلام المتخلفين، كلام المتأخرين، تحرري، وهي الحرة بالإسلام، يحررون المرأة من ماذا؟! يا حرة قد أرادوا جعلها أمة غريبة العقل غريبة النسب يا درة حفظت بالأمس غالية واليوم يبغونها للهو واللعب هل يستوي من رسول الله قائده دوماً وآخر هاديه أبو لهب؟ وأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطى حمالة الحطب؟! فلا تُبالي يا أختاه! أيتها المسلمة الصابرة! أيتها المسلمة الصابرة على الحجاب! الصابرة على العفة والشرف، الصابرة على تربية الأولاد! لا تبالي بما يلقون من شبه وعندك الشرع إن تدعيه يستجب سليه من أنا من أهلي لمن نسبي للغرب أم للإسلام والعرب لمن ولائي لمن حبي لمن عملي لله أم لدعاة الإثم والكذب هما سبيلان يا أختاه ما لهما من ثالث فاكسبي خيراً أو اكتسبي سبيل ربك والقرآن منهجه نور من الله لم يحجب ولم يغب أنت درتنا المصونة، أنت لؤلؤتنا المكنونة، أنت الأم، أنت الزوجة، أنت البنت، أنت الأخت، أنت الخالة، أنت العمة، أنت المجتمع بأسره، صحيح أن المرأة تشكل نصف المجتمع، ولكنها تقدم للمجتمع نصفه الآخر من أولاد من شباب من رجال ونساء، فهؤلاء عرفوا خطر المرأة، وعلموا أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، فحاربوها وحارب حجابها وخلقها ودينها وعفتها وشرفها.

والذي يدمي القلب أن كثيراً من المسلمات قد تأثرن بهذه الدعاوى الخطيرة التي يغني بطلانها عن إبطالها، وظنت المسلمة أنها بالفعل مظلومة، وأنها شبه مهملة، وأنها رئة معطلة، وأن البيت سجن مؤبد، وأن الزوج سجان قاهر، وأن الأمومة تكاثر حيواني لا يليق بحضارة القرن العشرين، إن ما يزعمونه في المرأة هو المأساة، وظنت المسكينة أنها ظلمت بالفعل.

ومن هنا انبرى بعض إخواننا من أهل العلم للرد على هذه الشبهة، من منطلق أن الإسلام بالفعل في قفص الاتهام، فجاءت الردود هزيلة، ومهزومة كهزيمة من رد بها، ولا حول ولا قوة إلا بالله! بل يجب على المسلمة أن تعلم أن الإسلام ما أمرها بالحجاب، وما حرم عليها الخلوة، وما حرم عليها الاختلاط، وما حرم عليها السفر بدون محرم إلا ليحفظ كرامتها، وليصون عرضها وشرفها؛ لأنها لؤلؤة مكنونة، ودرة مصونة، وجوهرة غالية، وأنا لا أتصور عاقلاً من العقلاء يرزق بجوهرة، ثم يلقي بهذه الجوهرة في أي مكان من أماكن البيت، بل سيبحث عن آمن الأماكن؛ ليحتفظ فيه بهذه الجوهرة، وبهذا اللؤلؤ المكنون.