عنصرنا الثاني بإيجاز شديد: اليهود هم اليهود، ومكمن الخطر أن الحكام والزعماء والساسة ما زالوا يتفاوضون معهم وهم لا يعرفون شيئاً ألبتة عن طبيعة اليهود.
ما زلنا ننتظر شارون رجل السلام اليهود حمائم السلام أمريكا هي الراعي الأوحد لعملية السلام في المنطقة! لابد من التدخل الأوربي! لابد أن نناشد هيئة الأمم ومجلس الأمن! لابد من أن يتدخل بوتن السفاح الروسي الملعون الملحد حتى يتم التوازن في المنطقة إلى آخر هذه الكلمات التي تنم عن جهل فاضح بطبيعة القوم بطبيعة اليهود بطبيعة من نفاوض.
لماذا؟ لأن القرآن غُيِّب عن الساحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم غُيِّب بشريعته عن الساحة، فصار كل واحد يهرف بما لا يعرف! أما لو دخلت الساحة من جديد كلمات ربنا وكلمات الصادق نبينا؛ لعلم المفاوض مع من يتفاوض ولعلم الساسة مع من يتحدثون، وعلى مائدة من يجلسون.
اليهود لا يعرفون سلاماً، ولن يعرفوا سلاماً قط حتى ولو منحوا الفلسطينيين أو الأمة هدنة، فإنها هدنة للتجديد هدنة للتخطيط هدنة للإعداد فاليهود لا يعرفون ولن يعرفوا السلام قط.
هل تصدقون الله؟! هل تصدق الأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! اليهود ما ثبتوا على عهد قط، وهذا كلام ربنا إن كنا لا زلنا نصدق ربنا! وليس بقول زعيم ولا عالم!! يقول ربنا جل جلاله:{الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ}[الأنفال:٥٦].
هذا قرآن يا مسلمون! وددت لو أسمعت زعماء الأمة هذا، ربما كانوا لا يسمعون القرآن، ولا يقرأ أحد منهم كلام الرحمن:{الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ}[الأنفال:٥٦]، قال تعالى:{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا} هذا العهد منهم هم {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[البقرة:١٠٠] فاستحقوا اللعن من الله، واستحقوا أن يبتليهم الله بقسوة قلوبهم، قال تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[المائدة:١٣] فاليهود لا يعرفون عهداً ولا ميثاقاً ولا وفاءً! كيف يفي اليهود بالعهود؟! اليهود لا يعرفون سلاماً، وهذا دأب القوم وطبيعتهم، ولا ينبئك عن اليهود مثل خبير، قال جل وعلا:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:١٤] هذه عقيدة لابد أن تتأصل في قلب كل رجل وامرأة، وكل شاب وطفل من أطفالنا.