ثالثاً: من أعظم ثمار المداومة على العمل الصالح: أنها سبب لتفريج الكربات والمصائب والأزمات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ ابن عباس، والحديث رواه الترمذي وأحمد وهو حديث حسن صحيح، قال ابن عباس:(كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً على حمار، فقال النبي: يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
وفي لفظ أحمد في مسنده قال صلى الله عليه وآله سلم:(يا غلام! ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ قال ابن عباس: قلت: بلى يا رسول الله! فقال صلى الله عليه وسلم: احفظ الله تجده أمامك؛ تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
فيا من داومت على العمل الصالح في الرخاء، لن يتخلى الله عز وجل عنك في وقت الشدة والبلاء:(تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، فالمداومة على العمل الصالح من أعظم الأسباب للنجاة من الكروب والشدائد والبلايا والمصائب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).