العنصر الأخير من عناصر هذا اللقاء هذا هو الحب أيها المحب، وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قد لا أكون مبالغاً إن قلت: إنني لا أعلم شعباً -والله تعالى أعلم- يحب رسول الله كشعب مصر، لكنني أقول: ينبغي أن يضبط هذا الحب، ففرق كبير بين حب مبني على الابتداع، وحب مبني على الاتباع.
فالحب الصادق هو الحب الذي يبنى على اتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المحب للنبي عليه الصلاة والسلام لا يتكلم إلا بمثل كلام النبي، بمعنى: لا تتكلم ولا تفعل إلا إذا علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرك أن تقول هذا أو أن تفعل هذا، يعني: يرفع النبي رجله اليمين فتحط رجلك اليمين على أثر رجله، يرفع النبي رجله الشمال فتضع رجلك الشمال مكانها، تمشي وراء خطاه، وإن شاء الله في نهاية الطريق ستجد الحبيب المصطفى ينتظرك على الحوض؛ لتسقى بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لن تظمأ بعدها أبداً؛ حتى تستمتع بالنظر إلى وجه الله في جنة الله مع رسول الله.