هل المحب الصادق يضيع الصلاة؟ أين هو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة).
سبحان الله! أين من يدعون الحب والمؤذن يقول: حي على الصلاة، والناس قاعدون على (المصاطب) أو على (القهاوي) والمحلات والبقالات فاتحة، ألست أنت تحب النبي؟ نعم أنا قلبي ملآن بحب النبي.
إذاً: لماذا لم تقم لتصلي؟ هذا النبي يقول لك: إذا سمعت المؤذن يؤذن فأجب.
كان هناك رجل أعمى اسمه عبد الله ابن أم مكتوم، لكنه يستأذن النبي في صلاة واحدة، وهي صلاة الفجر التي ضيعها المسلمون في هذا الزمان حتى سقطت من الحسابات، ففي هذا الزمن لو سألت مسلماً: كم صلاة عليك؟ لقال أربع!! صلاة الفجر سقطت من زمان، فتش عن المساجد في صلاة الفجر، ابحث عن أي مسجد في صلاة الفجر، أين المسلمون المحبون؟ نائمون، قضى أول الليل مع المسلسل، وثنى بالفلم، كيف سيقوم لصلاة الفجر؟ ألست تحب النبي؟ نعم يا أخي، أحب النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ربك رب قلوب، صل على الحبيب المحبوب.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وبالمناسبة: هذا ليس حديثاً؛ لأن كثيراً من الخطباء والوعاظ يقولون هذا على أنه حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، لا، هذا من قول الحسن البصري رحمه الله تعالى:(ليس الإيمان بالتمني، ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه، ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه).
أين المحب من الصلاة؟ لا يصلي، لا يزكي إلا ما رحم ربك، لا يحفظ لسانه، تجد الواحد من هؤلاء حريصاً على حل الأكل، يقول لك: هذا لحم مستورد، هذا البسكوت فيه شحم خنزير، وهذا جميل جداً، وما أحسنه من عمل إن كان لله لكنه في الوقت ذاته لا يتورع عن أكل لحوم الناس في الليل والنهار! يا أخي! أنت لا تأكل اللحوم التي أحلها لك ربنا؛ لأنك تشك في كونها ذبحت على غير طريقة الإسلام، وتحل لنفسك أن تأكل لحوم إخوانك في الليل والنهار! الحب الصادق لرسول الله يتمثل في كلمة واحدة هي: الاتباع، أي: أن تتبع النبي صلى الله عليه وسلم، فتمشي على طريق النبي، وتمتثل أمر النبي، وتجتنب نهي النبي، وتقف عند حدود النبي، صلوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.