الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فستنكسر كل أمواج الردة على صخرة الإيمان، وهذا يلزمنا أن نقوي الإيمان في قلوبنا؛ لأن الإيمان يضعف ويقوى، وهذا أصل من أصول أهل السنة، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح:٤]، فالإيمان يقوى بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات.
أيها الشباب وأيها المسلمون أن نتعهد الإيمان في قلوبنا، يقول حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك بسند حسنه الألباني من حديث عبد الله بن عمر:(إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)، فجدد الإيمان في قلبك، وقوة في قلبك بأعمال الطاعات.
فالإيمان هو حصن الأمان، وهو الصخرة العملاقة الثابتة التي ستتحطم وتتكسر عليها كل أمواج الردة، وكل رماح وسهام الفتنة، فقوّ الإيمان في قلبك، احرص على مجالس العلم، احرص على صحبة الأخيار الأطهار، ابتعد قدر الطاقة عن فتن الشبهات والشهوات، لا تقرأ لهؤلاء الخبثاء إلا إن كنت صاحب عقيدة راسخة، وكنت صاحب فهم ثاقب، وكنت قد أصلت الموازين العلمية التي ستتعرف من خلالها على الغث والثمين، وعلى الحق والباطل، قوّ الإيمان في قلبك، فالإيمان هو حصن الأمان، وهو قائد الهدى.