الحمد لله القائل:{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}[آل عمران:٤٥]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء، وأيها الإخوة الأحباب الكرام الأعزاء، وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الكريم جل وعلا الذي جمعني وإياكم في هذا الجمع المبارك على طاعته، أن يجمعني وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله! عيسى بن مريم والميلاد المعجز، خواطر مسلم يغار لعقيدة التوحيد التي تذبح الآن شر ذبحة، في زمان انتفخ فيه الباطل وانتفش كأنه غالب، وضعف فيه الحق وانزوى كأنه مغلوب، أقدم هذه الخواطر في هذه الأيام على وجه الخصوص التي اعتاد فيها العالم الغربي -بل والعالم الإسلام الهزيل المهزوم- على ما يسمونه باحتفالات أعياد الميلاد، وأنا أرى أنه من الواجب على العلماء والدعاة ألا يكونوا بموضوعاتهم وخطبهم في واد وأحوال العالم بصفة عامة وأحوال الأمة بصفة خاصة في واد آخر، من هذا المنطلق أحببت في هذه المناسبة أن أقدم لحضراتكم هذا الموضوع عن (ميلاد المسيح) وسيتم تناوله إن شاء الله من خلال العناصر التالية: أولاً: عيسى بن مريم والميلاد المعجز.
ثانياً: بل رفعه الله إليه.
ثالثاً: نزوله من السماء إلى الأرض بين يدي الساعة.
فأعرني قلبك وسمعك، والله أسأل أن يجعلني وإياكم ممن وحد الله جل وعلا حق التوحيد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.