السبب الثالث من أسباب الرزق: الانشغال بالطاعة والعبادة لله جل جلاله، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات:٥٦ - ٥٨].
وفي الحديث القدسي الجليل الجميل الذي رواه الترمذي وابن ماجة بسند صححه الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(قال الله تعالى: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأملأ يديك رزقاً، يا ابن آدم! لا تباعد مني -أي: لا تبتعد عني ولا عن طاعتي- أملأ قلبك فقراً وأملأ يديك شغلا).
ولا تعارض البتة بين ما أصلت له في أول اللقاء من الأخذ بالأسباب والتفرغ للعبادة، لا تعارض البتة بين هذا وذاك، فنحن لا نقول قولاً في أول اللقاء لننقضه في وسط اللقاء كلا، وإنما (تفرغ لعبادتي) أي: فرغ قلبك من كل ما سوى الله، وأنت في عبادة الله، فرغ القلب للعبادة فرغ القلب لله حال العبادة، إن وقفت بين يدي الله في الصلاة ففرغ القلب كله لله، إن قرأت كتاب الله ففرغ القلب كله لله.