[أين الولاء والبراء؟]
والله إن القلب ليحزن، مع كل حدث نرى شرخاً رهيباً لصرح عقيدة الولاء والبراء، رأينا هذا الشرخ الرهيب عند موت العندليب الأسمر، وعند قضية عبدة الشيطان، وعند قضية الاستنساخ، وعند موت سندريلا القرن العشرين، نرى هذا الشرخ الرهيب في صرح عقيدة الولاء والبراء، مسلمٌ في مصر يضرب عن الطعام من أجل سندريلا القرن العشرين، ومسلم في الباكستان ينتحر من أجل سندريلا القرن العشرين، وثالثٌ يقول: لقد ماتا معاً ليعيشا معاً في الجنة هكذا! يقول الإمام ابن القيم: من أحب شيئاً غير الله كما يحب الله تعالى فهو ممن اتخذ من دون الله أنداداً، وهذه هي محبة المشركين، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة:١٦٥].
اللهم املأ قلوبنا بحبك وحب نبيك وحب المؤمنين الصادقين، وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك يا أرحم الرحمين! {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة:١٦٥] المؤمن نعيم قلبه وقرة عينه في حب الله ورسوله والمؤمنين الصالحين.
قال المصطفى كما في الصحيحين من حديث أنس: (ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار) المؤمن قرة عينه ونعيم قلبه في البراءة من الشرك والمشركين، كيف يتعلق قلبك بمشركٍ أو مشركة؟ انتبه يا مسلم انتبه لهذه الكلمات، لا يصح دين ولا إسلام ولا إيمان إلا بموالاة الله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من الشرك والمشركين، فتش عن دينك، فتش عن عقيدة التوحيد في قلبك، قلبك يتعلق بمن؟ قلبك فيه من؟ فيه حب الله، فيه حب رسول الله، فيه حب الموحدين، أم فيه حب الساقطين والراقصين والمشركين؟ نقب يا مسلم، والله إني أصرخ بصدقٍ وإخلاص فأنا أحب لك ما أحبه لنفسي، أنا أخاطب المسلمين على وجه الأرض: نقبي يا مسلمة، يا من تعلقت بمغنٍ ساقط! ويا من تعلقت بممثلٍ هابط! فكر يا مسلم ونقب في قلبك عن حب الله ورسوله والمؤمنين، فإن امتلأ قلبك بحب الله ورسوله والمؤمنين طرد أيَّ حبٍ للشرك والمشركين وللباطل والمبطلين، وللساقطين والراقصين، فنقب الآن بصدق: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [المائدة:٥١] فنقب عن هذا الحب في قلبك الآن اصدق الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:٥١] قرآن ربك يا مسلم! قال حذيفة بن اليمان: [فليخشَ أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يدري لهذه الآية: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:٥١]] قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة:١].
يا من وحدتم الله! يا من أعلنتم الإيمان بالله! نقبوا عن الولاء والبراء في قلوبكم، لقد ضاعت عقيدة الولاء والبراء مع هذا التصالح والتقارب والود مع اليهود، مع الشرك والمشركين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة:١].
أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في الإمكانِ
وكذا تعادي جاهداً أحبابه أين المحبة يا أخا الشيطانِ
إن المحبة أن توافق من تحب على محبته بلا نقصانِ
فإن ادعيت له المحبة مع خلا فك ما يحب فأنت ذو بهتانِ
وقال الشاعر:
نعم لو صدقت الله حين زعمته لعاديت من بالله ويحك يكفرُ
وواليت أهل الحق سراً وجهرةً ولما تعاديهم وللكفر تنشرُ
فما كل من قد قال ما قلتَ مسلمٌ ولكن بأشراطٍ هنالك تذكرُ
مباينة الكفار في كل موطنٍ بذا جاءنا النص الصحيح المقررُ
وتطبع بالتوحيد بين ظهورهم وتدعوهم سراً لذاك وتجهرُ
فهذا هو الدين الحنيفي والهدى وملة إبراهيم لو كنتَ تشعر