أقول: إن الموضوع طويل، ولكن هناك نقطة أخيرة في غاية الأهمية أود أن أنبه إليها.
وهي: أن في الجمعة الماضية في مسجدٍ مبارك من مساجد السويس، كان أحد الدعاة الأفاضل والكرام يفسر على المنبر سورة الفجر، ولكنه أخطأ خطأً كبيراً أود أن أذكر العقول إليه، وأنا أقول بدايةً: والله الذي لا إله غيره ليس من باب تصيد الأخطاء، وليس من باب الانتقاد للدعاة، أو أن ينبري البعض للبعض الآخر، وليس من باب التقليل من شأن هذا الداعية الكريم، فإني أشهد الله والله شهيد على ما في قلبي أني أحبه في الله عز وجل، وأشهد له أنه من الدعاة الذين يحترمون المنبر، ويحترمون العقول، ويعدون للجمعة إعداداً جيداً وكاملاً، وأسأل الله أن يغفر لي وله، ولكن من باب التذكير، ومن باب النصح لا أكثر من ذلك والله الذي لا إله غيره.
لقد قال هذا الداعية الكريم في تفسير سورة الفجر في قول الله جل وعلا:{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}[الفجر:١٤]-ولقد استمعت إلى الشريط بأذني رأسي حتى أكون على يقين- وقد ظل يعدد أن الله سبحانه يراك في كل مكان، ثم قال عبارة اقشعر منها بدني حينما قال: فلو ذهبت إلى الخمارة لو جدت الله هناك.
ثم قال في قول الله عز وجل:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}[الفجر:٢٢] قال بالحرف الواحد: لا مجيء لله أبداً، ونفى المجيء عن الله عز وجل، قلت: بأن هذا الموضوع جد خطير، وكان يحتاج مني إلى وقفة وإلى تذكير، والله لا من باب الانتقاص ولا الانتقاد؛ لأنه أمرٌ في صلب العقيدة، يقول علماؤنا -وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في مسألة الأسماء والصفات لرب الأرض والسماوات-: إن الله جل وعلا له أسماءٌ وصفات، ومذهب أهل السنة والجماعة في هذه الأسماء والصفات: أننا نؤمن بها صريحة ونمرها كما هي من غير تحريف، ولا تكييف، ولا تأويلٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تشبيهٍ أو تمثيلٍ، كيف؟ الله سبحانه وتعالى له أسماء وله صفات أثبتها جل وعلا لذاته في القرآن الكريم، وأثبتها له نبينا صلى الله عليه وسلم، فينبغي أن نؤمن بهذه الأسماء وتلك الصفات كما أثبتها الله لنفسه، وكما أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا.