[تفسير الرافضة للنحل والحفدة والأسماء الحسنى في القرآن الكريم]
تأويل الرافضة لكثير من آيات القرآن بالإمامة والأئمة يزيد على الحصر، وكأن القرآن لم ينزل إلا في الولاية وفي الأئمة، بل إن تعسفهم في تأويل الآيات في الأئمة والولاية -والله الذي لا إله غيره- لا أقول: هم يخالفون قواعد اللغة أو قواعد الشرع فقط، بل هم يخالفون حتى قواعد العقل السليم، فالأئمة عندهم هم النحل المذكور في قوله تعالى:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}[النحل:٦٨] قالوا: يعني: إلى الأئمة، سبحان الله! هل الأئمة سيتخذون الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون؟ عقد المجلسي باباً في كتابه بعنوان: باب نادر في تأويل النحل بالأئمة، وهذا الكلام موجود أيضاً في تفسير العياشي المجلد الثاني (ص:٢٦٤)، وفي تفسير البرهان المجلد الثاني (ص:٣٧٥)، وفي تفسير الصافي المجلد الأول (ص:٩٣١)، وفي غيرها، وأنا لا أنقل كلمة إلا من مصادرهم؛ حتى لا يحتج علينا أحد بأننا ننقل كلاماً من كلام أئمتنا أهل السنة، بل هذا من كتبهم ومراجعهم الأصلية التي يعتمدون عليها ويرجعون إليها.
وهم الحفدة المذكورون في قوله تعالى:{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً}[النحل:٧٢] قالوا: الحفدة هم الأئمة، وقالوا في قوله تعالى:{وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنفال:٤٧]: أي: عن الأئمة، وقالوا في قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ}[الحاقة:٥٠]: أي: علي رضي الله عنه، وقالوا في قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ}[الحاقة:٥١]: أي: علي رضي الله عنه، وقالوا في قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:٦]: هو صراط علي رضي الله عنه.
هذا شيء رهيب!! والأئمة عندهم هم الأيام والشهور الواردة في القرآن، عقد المجلسي باباً في تفسيره بعنوان: باب تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم السلام، لو وردت لفظة أيام في القرآن إذاً هي الأئمة، ولفظة الشهور في القرآن تعني: الأئمة، شيء عجيب! بل ستعجبون أنه لو وردت لفظة الأسماء الحسنى لله فهي الأئمة، يروون عن الرضا أنه قال: إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله تعالى:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:١٨٠]، قال أبو عبد الله: نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا، قال:{فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:١٨٠] أي: ادعوه بنا، أي: بالأئمة.
تفسير العياشي المجلد الثاني (ص:٤٢)، تفسير الصافي المجلد الأول (ص:٦٢٦)، البرهان المجلد الثاني (ص:٥١).