أولاً: أن نؤمن بصفات الله جل وعلا من غير تحريف، ما معنى ذلك؟ أي: نأخذ الصفة دون أن نحرفها عما جاءت في القرآن والحديث، وعلى سبيل المثال: أثبت الله جل وعلا لنفسه صفة الكلام في القرآن وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}[النساء:١٦٤] فرد هؤلاء الذين قالوا بتعطيل الصفات كـ الجهمية والمعطلة والمعتزلة وغيرهم وقالوا: بأن أهل السنة والجماعة ما فهموا هذه الآية حق فهمها، قيل لهم: لماذا؟ قالوا: لأن الآية معناها أو قراءتها الصحيحة: (وكلّم اللهَ موسى تكليماً) فجعلوا لفظ الجلالة (الله) في محل مفعول به مقدم، و (موسى) فاعلاً؛ ليكون الكلام من موسى، أي: أن الذي تكلم هو موسى؛ لينفوا صفة الكلام عن الله.
فرد عليهم علماؤنا وقالوا لهم: إذا كنتم تقولون في هذه الآية بأن المتكلم هو موسى لتقديمكم وتأخيركم الباطل، فماذا تقولون في قول الله جل وعلا:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف:١٤٣]؟ الله أثبت لنفسه الكلام وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم لربه الكلام، إذاً: نؤمن بأن الله يتكلم ولكن كيف؟ الله أعلم.