الدليل الثاني: شهادة شاهدٍ من أهل امرأة العزيز {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ}[يوسف:٢٦]، وجاء باحتمال صدقها أولاً لتكون الحجة عليها بعد ذلك أقوى وأبلغ {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ}[يوسف:٢٦] لأنها تمنعه وتحول بينها وبينه فحتماً سيمزق القميص من القبل: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}[يوسف:٢٦ - ٢٧] لأنه حينئذٍ سيجري بين يديها، وهي أمام ضعفها البشري وشهوتها العارمة الجامحة ستضطر إلى أن تجذبه من قميصه من الخلف، فيتمزق القميص بين يديها، فالتفت إلى القميص من الأمام وإذا به سليم معافى، لم يمسسه سوء، ثم وجد أن القميص مزق من الخلف {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}[يوسف:٢٧ - ٢٩]{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}[يوسف:٢٩] استر هذا الأمر، لا تتحدث به ولا تتكلم، وأنتِ استغفري لذنبكِ إنكِ كنت من الخاطئين، هكذا فقط!