للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المحب الصادق يقدم حب النبي على نفسه]

يقول الحبيب: (والذي نفسي بيده! لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين)، أي: لا يكتمل الإيمان في قلبك إلا إذا كان حبك للنبي يفوق حبك لولدك، ولوالدك، وللناس أجمعين، بل ولنفسك التي بين جنبيك، فسل نفسك الآن، وكل يجيب عن نفسه: هل أنا أحب رسول الله أكثر من حبي لولدي؟ وهل ألبي أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ أنت الذي تجيب.

هل حب رسول الله في قلبك يفوق حبك لوالدك؟ هل حب رسول الله في قلبك يفوق حبك لنفسك التي بين جنبيك؟ عمر بن الخطاب يقول للنبي: أنا أحبك يا رسول الله، لكن ليس أكثر من نفسي.

فقد كانوا لا يعرفون المنافقة والمداهنة والتملق، فقال: أنا أحبك لكن ليس أكثر من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك.

فقال عمر: والذي نفسي بيده لأنت أحب إلي من نفسي يا رسول الله).

انظروا الحب يا إخوة، انظروا عمر يقول: والله أنا أحبك الآن أكثر من نفسي، ويشكل هذا الحديث على بعض الإخوة، ويقولون: عمر قال في الأول أنا أحبك لكن ليس أكثر من نفسي، وبعد ذلك فوراً قال: أنا أحبك أكثر من نفسي، لماذا؟ يقول الإمام الخطابي: حب الإنسان لنفسه طبع، وحب الإنسان لغيره اختيار بتوسط الأسباب -يعني: أنا أحبك وأنت تحبني لأسباب-.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.