قال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:٢ - ٣]، كثير من الناس لا يصدق قوله:(ويرزقه من حيث لا يحتسب).
وانظر إلى ثمار الإيمان والتقوى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}[الأعراف:٩٦]، لم يقل: بركة، وإنما قال:(لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
فما هي التقوى؟ قال طلق بن حبيب: التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله.
قال علي رضي الله عنه: التقوى هي العمل بالتنزيل، والخوف من الجليل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
قال أبو هريرة حينما سأله سائل فقال: ما هي التقوى؟ فقال أبو هريرة: هل مشيت على طريق فيه شوك، قال السائل: نعم، قال أبو هريرة: ماذا صنعت؟ قال السائل: كنت إذا رأيت الشوك اتقيته -ابتعدت عنه- فقال أبو هريرة: ذاك التقوى، فأخذ ابن المعتز هذا الجواب البليغ البديع، وصاغه هذه الصياغة الجميلة فقال: خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماشٍ فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى